Status             Fa   Ar   Tu   Ku   En   De   Sv   It   Fr   Sp  

حول الحزبية والمبادئ التنظيمية للحزب

حديث في الكونفرانس السنوي لتنظيمات الحزب، السويد، أستوكهولم ۱۹۹۶

حين قدمت الى هنا، سالني أحد الرفاق: ما هذا الحال الذي تذهب بها الى أجتماع حزبي؟ لماذا لست مهندما الى هذا الحد؟ هل انت على مايرام؟! أود أن تعرفوا أن هذه الملابس قد غيرت من قيافتي وهيئتي، أذ أني عادة أكثر هنداما وترتيبا من هذا. (ضحك الحضور) اصغر (كريمي) ( نائبه-م) يعرف!

اسمحو لي أن أنتهز الفرصة التي توفرت لي لأتحدث عن نقطة ربما قد تكون توجها للمكتب السياسي في هذه المرحلة التي بدأت. انها مسألة الحزبية والتحزب، واتحدث بهذا الخصوص عن المبادئ التنظيمية التي صدرت حديثا. ان أردت أن أتحدث بصورة موجزة ومكثفة عنها، ساقول أن هذه الوثيقة هي بيان خطاب للتنظيمات، وهي اننا نبغي اقامة حزب سياسي، سيقول الكثيرون دون شك: كم مرة نؤسس حزبا سياسياً؟ قبل أربع سنوات أسسنا حزباً سياسياً كذلك. وقبل خمسة عشر عاما أسسنا حزباً ايضا. كم مرة يؤسس المرء حزباً سياسياً؟ أو أن أقول أن لدي تصورا أكثرا تحديدا أو اقتصارا لهذا الموضوع.

اعلم ان ما أسسناه يتمتع بالكثير من سمات حزب سياسي، ولكنه لايملك أكثر خصائص حزب سياسي سمة. وهي أن يكون الحزب ماكنة مزيتة يمكن الركون لها في الصراع السياسي. اننا على أعتاب تأسيس مثل هكذا حزب، لكننا ليس لدينا حزب، اذا اعطينا تصوراً عن تنظيماتنا، فانها فدراسيون (أتحاد) أناس منفردين، كل منهم من ناحيته أمرء بارز أو نابغة، وأنه لأمر يبعث على التعجب فعلاً هو انه بدون اصغر تنظيم، بدون أقل أنضباط، فأن لهؤلاء الناس مثل هذا التأثير الكبير على المعارضة الأيرانية وخلقوا مثل هذا النفوذ. حين يفكر المرء بذلك، بأن هذا النفوذ هو فعلا قد تم نيله بدون هيكل حزبي منضبط، سيثق بامكانيات هؤلاء الرفاق وقدراتهم الفردية اكثر، انه مثل فرق كرة قدم امريكا اللاتينية، وضع وقابلية كل واحد منهم عالية وجيدة، ولكن أن خسروا أمام فرق ألمانيا او هنغاريا، فأن ذلك يعزو الى أمر واحد وهو: رغم ذلك أن كل فرد منهم ذو مهارة عالية، بيد أن اللعب الجماعي لفريق كرة القدم متدنيا، أعتقد أننا نتمتع باضعف اشكال الحزبية والتحزب بالمعنى الخاص للكلمة في المعارضة الأيرانية.

في التقاليد المسماة بالعمالية، أن تقليد الأشتراكية العمالية معروفاً، بيد أننا نتمتع بأضعف أشكال التحزب. من بين تقاليد الأشتراكية الديمقراطية الى التروتسكية والماوية الى اليسار الشعبوي في البلدان المختلفة، فأن تقليدنا، سواء بوصفنا تقليد الشيوعية العمالية أم بوصفنا حزبا معين، هو ذو اضعف تحزب. سأعرج في موضوعي على سبب هذه الحالة، وماهي شواهد واسباب كوننا ضعيفين؟ من الجدير بالأهتمام هو اننا حزب ناهض وفي تقدم، وقد نكون أكثر التيارات اليسارية نفوذا في البلد والمنطقة. أننا أكثر التيارات نشاطا وحركة وأكثر الحركات ذات أعمال نوعية على صعيد المعارضة الأيرانية. أننا أكثر التنظيمات السياسية نفوذاً. ومن الواضح أن هذا يحدث دون الأستفادة من الحزبية والتحزب السياسي.أن هذا يدل على أننا لو اخذنا الحزبية بالمعنى الخاص للكلمة على محمل الجد، أي قوة سيكون بامكاننا أن نطلقها ونحررها منا وأية تحولات وتطورات بوسعنا أن نحدثها؟ ننشد الأن أرساء حزب سياسي وأن هذا الأمر له اثار كبيرة على العديدين منا.

أعلنها على كوادر هذا الحزب وأولئك الذين ينشدون أن يكونوا كوادر في الحزب، برأيي، اذا قرر عضو حزب، اي شخص، أن يكتفي بان يكون عضو حزب، ولايريد أن يكون كادر حزب، بوسعه حتى في هذه المرحلة ان ينام قرير العين! أذ أن هذا الموضوع يتعلق في المطاف الأخير بالنمط الذي ينبغي ان يضعه كوادر هذا الحزب على جدول اعمالهم، والطريقة التي يشرع بها هذا الحزب والتي ينظر بها الى كوادره. لانه عضو حزب، فان نافذة الحزب هي كادره في المطاف الاخير، وان اللجان الحزبية هي تشكيلات حزبية تعكس طاقات وقدرة الكوادر. اذا اردت ان اصبح عضو حزب، اتصل باللجنة المحلية او لجنة البلد او خلايا الحزب و.... وان ما اراه من الحزب هو جريدة ونشرة وبعدها هناك كوادر الحزب. ان العمل الذي يقوموا به، والطاقة والامكانية التي يبينوا فيها عن انفسهم، هيئتهم وقالبهم السياسي، اسلوب نشاطهم اليومي، واذا كان ذلك الكادر هو عصارة تلك الحزبية والتحزب، يمكن كسب شخص ما ببساطة ويغدوا عضواً فيه. بوسع اعضاء الحزب ان يقولوا حين تتضح نتيجة هذا الموضوع، فانه سيترك تاثيره على محيطنا واجوائنا تلقائيا. بيد ان كوادر الحزب هم اناس عليهم ان يصلوا بهذا الموضوع الى نتيجته. وعليه، فان هذا الموضوع ذا تبعات ليست هينة على رفاق كوادر الحزب اكثر من اي شيء اخر، واذا ترك ترددا وقلقاً عند احد ما، فانه يجب ان يكون على كوادر الحزب. على اية حال، وبعد مدة، وخلال هذه العملية يجد كادر الحزب معناه في المطاف الاخير. حين نسعى للتركيز على الحزب بالمعنى التنظيمي للكلمة، بالمعنى الاداتي للكلمة، كاداة، عندها يتبين لنا ان مقولة ومفهوم الكادر هما امر ذو مكانة وينبغي التعمق بهما. ينبغي التطلع والتوقع من كادر الحزب. وينبغي ان يسعى لان يبرز امكانية خاصة لكادر الحزب والتحزب.

بالنسبة للمكتب السياسي، لهذا الموضوع نتائج وحصيلة ساتحدث عنها لاحقاً. معنى ذلك انه يطرح تصويراً اخراً للحزب. وله تطلع اخر من الحزب. وسنحكم بمعايير وخصائص اخرى على انفسنا في سلسلة مراتب الحزب الذي يقف على كاهل كوادره. قد يقول شخص ما في وحدة فلانية ما ان هذه ستالينية او، على سبيل المثال، بولبوتية او مثل هذه الكلمات التي نقولها في الحزب ايضاً. بيد ان فرقه واختلافه مع اي شكل اخر من البيروقراطية او اي نوع من انواع تشدد "ما فوق" تجاه "ما تحت" هو ان هذا الموضوع ينهل من اساس الفهم العميق للكوادر لضرورة الحركة صوب تحزب اقوى وامتن. ويستند بعدها الى هذا التعهد الطوعي وحول هذه العلاقة الطوعية للمضي صوب حلقة اعلى من التحزب والحزبية. برايي، متى ما رأى اي منا (نحن الكوادر) ان هذه العلاقات تستنزف وقتنا، تتطلب منا عملا، جهداً وطاقة، مهام وتطلعات كثيرة، وان فسحة المناورة الشخصية اقل، بوسعنا ان نقول" حسنا، اننا في الحزب، ولكننا عضو حزب. ان حقوق اعضاء الحزب اكثر من حقوق بيل كلنتون. اي ان بوسع عضو الحزب ان يقول كل شيء ولايفعل اي شيء ايضا. بوسعه ان يدافع عنه فقط، وان ينال مع عضويته من تلك الحقوق الديمقراطية التي من المقرر ان ينالها انسان في المجتمع.

حين يصبح المرء كادرا، يحس ان حقوقه تقل وعمله يزداد. ان بوسع اي عضو حزب، اي شخص ان يقول انه لامر جيد ان اصبح الحزب هكذا. كبرت، ولم تبقى لي الطاقة، او ان ظروف حياتي الشخصية لاتسمح لي ان اقوم بنشاط يتطلع ان يقوم الكادر به. قد يقول اناس ما هذا! ولكني اعتقد ان المسار سيكون عكس هذا. اعتقد ان اناس سيقولون ان هذا امراً جيداً، اصبح الحزب جدياً، اود ان اكون كادرا، يمكن ان العب الان دوراً، يمكن لي التاثير الان. ان تطلعي الشخصي هو ان ارى مع هذا الموضوع اجواء تفعيل الحزب وتنشيطه، لا اجواء تقول اصبح العمل شاقاً، استرخي! على اية حال، ما اود قوله هنا هو انه ليس هنالك امر قسري ومفروض. بوسع كل شخص ان يقول انني "لاتحكمني هذه العلاقات"، لاتتوقع مني ذلك ولازلت في الحزب ولدي دور ما. ولكن الحزب يقول اذا اردنا ان ننتصر، اذا اردنا ان ننجح، ينبغي ان نتسلق تلك الحلقة العليا من التحزب وان نظهر بمستوى وصعيد اخر. ان مصير الحزب يحدده جبرياً اناس على استعداد ان يقوموا بعملهم في تلك المرحلة الاعلى من النشاط السياسي. نقول انه نظرا لضرورات عصرنا، وجراء الاوضاع السياسية، اذا لم نلج الحلقة الاعلى من الحزبية والتحزب، ولانناضل بهيئة فريق، بهيئة ماكنة، لن يحالفنا النصر. ستكون هناك مراحل اخرى، اذا انهزمنا، لنعود ونجلس ونخفض معاييرنا وذلك لاننا جميعا نريد ان نبقى وينشد الجميع ادامة هذا التقليد. بعد الهزيمة، نخفض تطلعاتنا. ولكن برأيي ان المرحلة الان، وجراء اوضاع استثنائية، هي مرحلة اصبحت فيها جميع القوى السياسية في حالة استعداد ولتوثب، وعلينا نحن ايضا ان نعد انفسنا، والا سنلقى الهزيمة.

رفاق! ان اول نقطة علينا القبول بها اننا بحاجة الى ماكنة مشحمة، مؤثرة، ومهيئة للصراع السياسي. نحتاج الى حزب بالمعنى الخاص للكلمة. ان هذه هي حاجتنا. بدون هذا، لن يتحقق اي شيء. ان قبلنا بهذه النقطة، يمكن ان نصل الى نتيجة ببقية الدلائل والمنطق السياسي الذي اناقشه هنا. انه حاجتنا، لاننا ننشد ان نجري تغييرا في محيطنا الخارجي، وننشد التاثير على شيء ما. ان مهمة بعض الحركات السياسية هي التوعية المستمرة بتصوراتها. اي ثمة حركة تنشد ان تروج لافكارها. المدارس الفنية هي من هذه الشاكلة. المدارس الادبية كذلك. ولكن بالنسبة لحزب شيوعي، عليه ان يوجه يوما ما ضربة ما في المطاف الاخير. ينبغي ان ينتزع يوما ما شيئا ما من طرف ما. ينبغي في مكان ما ان يمضي للتحدي والمنازلة النهائية. الحزب الشيوعي هو حزب سياسي، ليس بوسع حزب شيوعي عمالي ان يبقى على صعيد تحرك حركة (جنبش-م)، بوصفه عقائد صحيحة، عارض لافكار صحيحة، ومرشد. ينبغي ان يوجه ضربة يوما ما، او حتى بممارسة درجة من العنف، ينتزع السلطة السياسية من يد طبقة اخرى. او اذا لم تدخل مسالة انتزاع كل السلطة السياسية او ان ندخل في السنوات الخمسة المقبلة طهران، عقل اي احد ما، علينا على الاقل ان ينبغي ان يكون في ذهن اي منا، او على الاقل نعرف اننا ننشد جعل ثلث المجتمع، ياتي خلفنا وينتخبنا.

ينبغي ان نكون قادرين على سد الطريق على السياسات الرجعية لاي حكومة تنشد ان تاتي للحكم، سواء أكانت سياسة عسكرية او اقتصادية، ان نكون قادرين على دفع البلد للاضراب، ان نكون قادرين على التصدي وفرض التراجع على حركة القوى العسكرية للعدو لقمع الشعوب وقمع التظاهرات. اننا ننشد ان نكون حزب منضبط ومقاتل وان يبقى كذلك. وعليه، يجب ان نقول في لحظة ما: حسنا ان هذه الهيئة والقيافة، هي حسنة لحد الان، ولكنها لاتلبي نداء ذلك العمل ولاتتناسب معه. ينبغي ان نظهر بلباس اخر، ونرتدي حلّة اخرى. وكما ذكرت ان اليوم هو المرحلة التي بوسعها ان تعطي موضوعية وراهنية لهذا الامر. في مرحلة اخرى، يمكن القول بالدرجة ذاتها من القوة والحزم ان هذه الاجواء قد انتهت، وان هذه الضرورة لم تبقى. علينا ان نوسع حركتنا ونصون هيئتها الى ان ندخل مرحلة ثورية.

ان اول شيء اود ان الف انتباهكم اليه ، هو ان هذه مرحلة تدخل فيها الاحزاب السياسية مرحلة التصادم السياسي وحتى العسكري بعض الاحيان في المستقبل القريب. وان الاحزاب المستعدة فقط، احزاب بالمعنى الدقيق للكلمة، هي التي بوسعها ان تستمر، وتركن الحركات جانبا. لقد ازفت ساعة ان تكون الاحزاب منظمات مكثفة لثوريين عقدوا العزم على القيام بعمل ما. يمكن ان نغض النظر عن ذلك. ولكن برأيي ثمة سؤال يشغل اذهاننا جميعا، وهو مالذي جلب اي منا لهذه القاعة؟ على الرغم من ان اي منا لم يجد بصورة شخصية مصلحة ونفع من هذا العمل(النشاط الحزبي)، لم يلق سوى محدوديات الحياة الشخصية ومصلحة مادية من النشاط من حركة الشيوعية العمالية. ان ماجاء بنا الى هذه القاعة هو اننا ننشد عالم افضل. ولقد جعلنا هذا اسم برنامجنا.

لا يمكن رؤية صلتنا بالجيل اللاحق وبوضوح في اي وقت اخر. حين يتامل اي منا لعشرة دقائق، سيقول كيف لي ان انقل هذه الوضعية الى اولادي؟ هل ثمة شيء مستعد ان احوله الى ابنائي؟ ! احوله لابناء نوعي! ان هذا مبعث خجل لاي منا ان نقول ان يبقى المجتمع على هذا الحال. بالنسبة لنا، يعد امراً مرعباً ان تتصور ان بعد ثلاثين عاما، عشرة اعوام بعدنا، حين نشيخ ونتقاعد، حين يدخل اطفالنا في الميدان الاجتماعي، ستبقى الاوضاع على حالها مثل اليوم. وسيبقى مقررا له ان يمنحه احد ما اجراً. اذ يقوموا باعمال لايرغبوها، يكونوا اسرى اجرهم ويطردوهم من العمل ويلحقوا المصائب بهم. من المقرر ان يملي عليهم التلفاز كيف يفكروا، كيف يكرهوا بعض، كيف يتصارعون فيما بينهم وليس لهم علاقة بالاعلى. من المقرر ان يكون لرجالات الدين مقام شامخ، ان تكون للكنيسة مكانة شامخة. من المقرر ان يكون السياسي الذي يستفاد من بطاقة المميزات الحكومية هو رئيس جامعة ويفخر ويتباهى امام كادح غدا عاطلا توا. أمن المقرر ان تكون الوضعية على هذه الحال، ونترك انا وانتم هذا الوضع والحال للجيل اللاحق؟ حين نتامل الامر نجد انفسنا اننا لسنا على استعداد لنسلّم هذا الوضع لابناءنا، ان نسلّمه للجيل اللاحق.

ان فرقنا عن الحركات التي تنشد التنوير بالعقائد هو اننا نسعى الى تغيير شيء ما. اذا توفرت فرصة بحيث نكون قادرين على دفع هذه الدور خطوة للامام، ينبغي الاستفادة من هذه الفرصة. ليس هناك اي شيء بوسعه ان يعيدنا ويرجعنا الى اقل او الى ما اقل من حركتنا. على اية حال، حتى لو لم نتمكن من ان نحّزب انفسنا، اذا لم نتمكن من ان يكون لنا دورا في الساحة السياسية الراهنة، اذا لم نتمكن من تحريك القوى ونضع بصمة في الاجواء السياسية الراهنة، لن ينقص منا شيء. بمعنى اننا طرحنا عقائد صحيحة . قمنا بمساعي جيدة، جلبنا افكار جديدة جدا للمجتمع، وتركنا تاثيرا على احساس الجماهير. تركنا تاثيرا كبيرا على اجواء جيل من الناشطين السياسيين في ايران لايستطيعون هم انفسهم انكارها. من مساواة المرأة والرجل، الى زيادة الاجور ارتباطاً بالتضخم، الى ۳۰ ساعة عمل، الى حق الامم في تقرير مصيرها الى منع الحملة العسكرية على جهة تقول انها تود ان اكون مستقلة. اتينا بكل هذه من رحم تلك الحركة، واصبحت اليوم شائعة ويصعب ان يغضوا الطرف عنها ويتجاهلوها. قد يتمتع هذا بقيمة كافية بالنسبة لنا. ولكن ينشد الكثيرون منا الى ان يدفعوا بالامور ابعد، وينشدوا ان يقوموا بتحقيق امر ما. ومن اجل تحقيق ذلك الامر فاني، ومن طرف المكتب السياسي، اود ان اوجه نداءا: هلموا لتأسيس الحزب. هلموا لنصنع ماكنة. هلموا لنخرج من فراكسيون( هيئة-م) وكتلة النوابغ المنفردين، من فدراسيون اناس حسنين جدا ومنزوين ومنفردين. للدفع بالاهداف ومجابهة اعداء هم وضيعين وعديمي المباديء بمئات المرات، علينا ان نخرج من حالة فريق "بيرو" لكرة القدم، ونصبح فريق، لنصبح ماكنة حربية. بوجه اعداء لارحم في قلوبهم.

اذا مضينا بهذا الشكل والحالة التي عليها هذه الحركة ونهزم، سيعدموا مرة اخرى نصف اخر منا. ليس معلوماً هذه المرة اي بلد يؤمل منه ان يمنحنا لجوءاً. أنريد ان يكرر جيل اخر هذه التجربة؟ اننا، في ثورة ۱۹۷۷ في ايران، مضينا وشاركنا بدون مثل هذا الحزب، شرعنا به وان ثورة ۱۹۷۷ ايقضتنا الى اننا بحاجة لمثل هذا. لدينا وقت من الثورة الى ازمة سياسية اخرى. وبرأيي قمنا بعمل جيد.برأيي عملنا بصورة هادفة، وبلغنا مكانا هو ان بوسعنا هذا المرة في الثورة اللاحقة او في الحركة السياسية اللاحقة (لا اود ان اطلق عليها ثورة) من البدء ان يكون هناك حزب شيوعي عمالي لن يدع حفنة ما ان تخدع الجماهير. لن يترك البرجوازيين يسيطروا على الساحة. لن يتركهم يحشو عقلية الجماهير بمواضيع "كلنا سوية" او "ان هذا هو الاسلام نفسه"، او"غدت ايران ايران" او "ايران رجوي-رجوي ايران"، "غدت ديمقراطية، غدت ديمقراطية"، يمرروا الامر سنة او سنتين، وبعدها ياتون بحجة ما لقطع رقاب الناس، يذبحوهم، ويبدأون مرة اخرى من جديد بمثل هذه النخب. اننا نستطيع هذه المرة ان نكون مرتاحي البال. ان هذا البيان او النداء الذي وجهه المكتب السياسي هو ان نبدأ هذه العملية والصيرورة. ودون شك، ان كل امرء يرغب او يعتبر ان هذا امرا ضرورياً، واعتقد ان هذا يشمل الحزب كله برأيي، يتقدم الميدان ويقول انا ايضا.

لاعود الى ماتحدثت عنه حول اننا نؤسس حزبا. قلنا قبل اربعة اعوام ايضاً اننا ننشد تاسيس حزبا، واسسناه. قبل ۱۲ عاما قمنا بالامر ذاته. ان سبب ذلك هو ان للحزب معاني متباينة في مراحل متباينة. اننا حققنا عناصر واجزاء هذه العملية، عملية وجود حزب، بايدينا ، الواحدة تلو الاخرى ومضينا قدماً. لا اود ان اعطي تصورا عن انفسنا بان هناك خطة معلومة مسبقا ونعرف ماذا يجب علينا ان نعمل في عام ۹۳ وماينبغي علينا عمله في ۹۵. بيد ان لدينا الوعي والادراك بحاجات ذلك الوقت. اذا تتذكروا، ان مرحلة توجيهنا نداء تاسيس الحزب الشيوعي العمالي، كانت مرحلة بلوغ ثورة ايران وتكامل اليسار قد بلغت خاتمتها. لقد ادى النقد المناهض للشعبوية عمله وانتهى. بمعنى انه لايمضي احد بعد صوب الشعبوية اي صوب الشعب والامبريالية و... غيرها، لقد انتهت تلك المواضيع والنقاشات.

ترسخت موضوعة العامل، بحيث بلغت موضوعة العمالية والاشتراكية الماركسية وشيوعية ماركسية عمالية، شيوعية عمالية، وان اول خصم لها واجهها هم الثوريين المعادين للشعب السابقين الذين انعموا على انفسهم بوضع انفسهم في مكان تحت نمط حياة بأسم التحزب الشيوعي، ولكنهم لم يكونوا يقوموا بعمل خاص. اذا تتذكروا قبل انفصالنا عن ذلك الحزب (الحزب الشيوعي الايراني-م)، لم تكن تسمع، خلال فترة امتدت لسنتين، اي شيءعن مركزية ذلك الحزب. لايقوم اي شخص باي شيء عدا الاعمال اليومية الخاصة بالحزب وامور ادارة الحزب. في كردستان، لم يقوموا باي شيء سوى ادارة المقرات. مثل اي شخص، بوسع الحزب ان يصدر جريدته، ولكن لم يكن لديه هدف او فكرة خاصة، لم يسعى للمضي للامام. وبعدها، شيئا فشيئاً، تناهت اصوات حتى من الاقسام المتخلفة.

في اجواء الثورة الايرانية تلك، وبانتهاء مرحلة من الثورة في ايران، تجمعت تيارات متنوعة في حركة مناهضة للشعبوية في الحزب الشيوعي (الايراني-م)، وتصادف مع انتهاء الكتلة الشرقية. لقد خفت مد الماركسية على الصعيد العالمي، بموازاة هذا خفت مد الماركسية في ذلك الحزب. كان امراً كافياً بالنسبة لاي شخص في ذلك الحزب، قبل خمسة اعوام، ان يقول كان ماركس يقول كذا ولينين يقول كذا حتى لايبقى لاحد ما يقوله ويمضي الاخرون لاعمالهم. ولكن لم يبق الامر كذلك (بعد انهيار الكتلة الشرقية). كان امرا كافياً ان يقول احد ما انهم تعاملوا معه بشكل سيء (حتى يستغلوه لشن هجمة على الشيوعية-م)! ما قاله ماركس، قد قاله، ولكني اصدر بيان واورد هذه الهراءات على الخط الفلاني. لقد راينا تاثيرات النزعة القومية الكردية على قيادة الحزب، جراء حرب الخليج.

لقد راينا الشعبوية ومناهضة الشعبوية في وقتها، ولم يكن لها رداً على تلك القضايا. كان لدينا حزباً. ان انفصالنا (انفصال ۱۹۹۱ عن الحزب الشيوعي الايراني-م) كان حصيلة مرحلة تايخية. في تلك المرحلة، مرحلة تاسيس هذا الحزب، والمضي للتعامل مع الاوضاع العالمية لما بعد الكتلة الشرقية، واي عمل صحيح قد قمنا به! لقد انتهت تلك المرحلة. وذلك لان ذلك الحزب (الحزب الشيوعي الايراني) برأيي لايملك مزاج وتحمل ان يقول الكلام الذي كنا نقوله في الخمس سنوات تلك، ليس هذا وحسب، بل لايملك مزاج وتحمل سماعها كذلك. تحمل ان يسمع ويتحمل حملتنا على النزعة القومية بالمقياس الذي رأيناه. ليس لذلك الحزب مزاجا لحملتنا على موضوعة الديمقراطية. لم يملك ذلك الحزب مزاجا وتحمل حملتنا على الدين. ان هذا يرتبط بالف شكل وشكل بمحدوديات خلفيتهم الشعبوية وبالمستوى والامكانية السياسية لليسار القائم في ايران.

حين انفصلنا (عن الحزب الشيوعي الايراني-م)، لم يواصلوا مسارنا، بقوا مع البقية، ونشروا البيانات نفسها التي كانت تطرحها القوى ذاتها واستخدموا اللغة ذاتها. كانوا منهمكين ومصرين على انتمائاتهم الشعبوية.لسنا مصرين على ذلك. ان هذه مواضيع سيد ابراهيم (ابرز قادة الجناح القومي الكردي-م)، مواضيع ادبياته. ليس من الضروري ان يقول اساسا "من هو الصائب مجلس ام نقابة"، ان هذه موضوع "مثقفين" (ارتدوا عن ابحاث الشيوعية العمالية حول المجالس والنقابات بوصفها موضوع "مثقفين”-م). لايُستلزم ان يطرح للعمال تعليمات وارشادات، لان العمال انفسهم يعرفون. ليس بالضرورة القول اية اشتراكية صائبة، واشتراكية اي طرف غير صائبة، يجب ارساء الاساس الاجتماعي لليسار. ان هذا الكلام الذي كانوا يقولوه كان امتداد كلام تلك التيارات. اي عمل صائب قد قمنا به (يشير به الى انفصاله عن الحزب الشيوعي الايراني-م)! وذلك لاننا اردنا حزبا في اوج حملات الغرب، الغرب "المنتصر على الشيوعية" وليس على الشرق، اذ ان حتى الدفاع عن الشرق قد وقع على عاتقنا لان صاحب المعسكر قد اصاب لسانه الخرس. اذ لم يملك مناصروا المعسكر الجرأة على الدفاع عن امان شوارع المعسكر الشرقي امام الراسمالية، وان ينطقوا بالقول ان في مرحلتنا لم تكن هناك بطالة، وبان في مرحلتنا لم يكن يقتل احد بالسكين في المترو. لقد حلت كل هذه على عاتقنا اساساً.

استطعنا القيام بذلك العمل دون اي مشكلة. استطعنا ان نقوم بهذا العمل، لاننا فصلنا صفنا، وغدونا حزب حركة واحدة. ان الهوية التي ارسيناها لانفسنا خلال السنوات الثلاثة او الاربعة تلك، بعد ثورة ۷۹وتطورات ثورة ۷۹ ، كانت انعكاس لوضع العالم، واي عمل حسن قمنا به بشروعنا بذلك العمل. لم اشعر شخصياً في اية لحظة خلال السنوات السبعة عشر او الثماني عشر الماضية من النشاط السياسي والمنظم وفي اي اجواء، باني انا نفسي لهذا الحد. لم اكن في اية مرحلة مرتاح البال لهذا الحد وانا ارى اجابة اي عضو للحزب في هذه الممارسة الجماعية حين اسأله ماهو رأيك بالقومية؟ ماهو رأيك بما قالته سي ان ان؟ ماهو رايك بخطوات النقابات؟ وما يقوله يكون شفافاً كالبلور.ليس فيه ذرة مساومة، ولا ذرة توهم. لقد تحقق هذا في غضون سنوات معدودة، ان هذا هو التحزب. ليس هناك شك في انه التحزب. وهو الشيء الذي لايتحلى به الكثيرون من الذين لديهم حزب. للكثيرين حزب، بدون ان يكون لديهم هذا العمود المحوري والعقائدي والفكري والبرنامجي. دون ان تكون لهم هوية متميزة. لديهم حزب لان والدهم كان لديه هذا الحزب واورثه لهم. لديهم حزب ولكن تلاشت فلسفة وجوده منذ امد. نتحلى بهذه الهوية، بيد اننا لانتحلى بوجود حزب. لدينا برنامج نستطيع بكل فخر ان نضعه امام الجماهير قاطبة ونقول لها اننا ممثلوا هذه الامور. انه ليس جيدا لبلدنا فقط. واقول هنا ايضاً ان ليس لديكم الجرأة ان تعملوا وتسيروا وفقه.

يقول احد ما ان الهام هذا البرنامج هو الغرب، بلى، في الحقيقة ان ملهم برنامجنا هو الغرب. ليس ثمة مثلبة في هذا. لم يكن من المقرر ان يُستلهم من الصين او بيرو. اذ نستمد الهامنا من اكثر مكاسب العمال الصناعيين في الغرب طليعية. اضفنا لذلك عون ماركس، ولهذا، ونظرا لرده، فان برنامجنا جديدا، حديثاً ومحقاً ونقدنا عميق. وان هذا ما يفتقده اغلب الذين لديهم حزب وهو ما نتحلى به. انه جزء من هويتنا وزاوية من تحزبنا. بيد ان التيارات الاخرى لديها حزب وهو ما نفتقده.

ان المسار الذي قطعناه كان مسار ارساء هوية مستقلة، اعادة تعريف انفسنا من جديد، التحول الى حركة راسخة ومتينة نقترن بها جميعا، ونشعر بالقرب من بعضنا البعض من الناحية السياسية والعقائدية، رفاق لبعضنا البعض دون مواربة وتضليل.انه امر جديد بزغ في هذه السنوات الثلاثة او الاربعة الاخيرة. قبل عدة سنوات خلت كان هنالك اناس ايضاً يقولون ان الرفاق لايعملون، لايرشح احد لعضوية لجنة، لايقوم احد بنشاط ما. ليسوا على استعداد لتوزيع جريدة انترناسيونال، لا يقدموا تقاريرا، ولايضعوا مسؤولية حزبية على عاتقهم. قلنا انهم جماعة شيوعية في اجواء مناهضة للشيوعية، في وضع يوجد فيه اناس منفصلون عن اكثر احزاب اليسار جذرية في ايران. في تلك المرحلة التي انفصلنا عنها، الانفصال عن اقدم اصدقائنا ، اختاروا هذا الحزب، وبتلك الصعوبات التي كانت تواجههم، في تلك الاجواء غير المساعدة كانوا يقولون نحن شيوعيون عماليون، وفي حزب ليس هناك امر معلوم و واضح فيه بعد، فانه لامر كاف ان يكون افتخار احد في مكانه وهو امر مبعث احترامنا وتمجيدنا. وان هذا ما نحتاجه اليوم.

لم يستلزم الامر انذاك اصرار على منح عمل لشخص ما. انظر الى الاجواء، تحول افضلهم (الماركسيين) الى تواب (نادم)! في اجواء مثل تلك، يقول امرؤ ما، وبدون اي تحزب، عاشت الشيوعية وعلى اساس ذلك فتح صدره للامام، نراه الان لا يطيق رفيقه السابق او ليس مستعداً ان يكون عضواً لاي لجنة (دلالة ضعف التحزب-م). في الاجواء الراهنة اليوم، ما نسعى الى ارسائه هو: هوية حركة! لم اكن في اي وقت متشائم الى ذلك الحد، ولكنهم كانوا، كان هنالك رفاق في قيادة هذه التنظيمات يساورهم هذا الشعور، بانه ليس معلوماً ان يحقق عملنا هدفه. اني لم اكن راضياً قط. كنت اعرف ان وضعنا بعد ثلاثة اشهر من انفصالنا هو على ذلك الحال الذي رأيته. كنت واثقاً من هذه الامور. لم يكن لدي ذلك التوقع بكل ذلك الترحيب العام الذي عبرت عنه التنظيمات. لم اتصور ان كل هؤلاء الناس خرجوا من ذلك الحزب (الحزب الشيوعي الايراني-م) وانضموا الى هذا الحزب (الحزب الشيوعي العمالي الايراني-م). ان هذا مانقوله الان.

اعتقدت ان ملاحظات اخرى قد لعبت دون شك دوراً في صياغة الكثيرين لقرارهم. على قول المراقبين انه امر"يبعث على العجب" ان ياتي مجمل هؤلاء الناس ومجمل هؤلاء الرفاق من الطراز الاول من تلك التنظيمات الى هذه التنظيمات. انضم الكثيرون بعد ذلك من خارج (الحزب الشيوعي الايراني) الى هذه التنظيمات.

لكن كان واضحاَ اننا تيار متقدم، ونمضي قدماً، وان هذه الاراء تغدوا اساس ليسار راديكالي لذلك البلد، اساس شيوعية ذلك البلد. لقد حققنا هذه المكانة، ولا اعتقد ان يساور احد منا شك فيما يخص اعتبارنا ومكانتنا، نفوذنا، قدرتنا، ثقلنا في اذهان الاخرين. ولكني آمل ان لاينظر احد منا لنا من داخل التنظيمات! من الافضل ان ينظروا لنا من الخارج. فمن الخارج تجد لوحة عظيمة عنا. انظر الى هذا الجمع الذي يجلس الان في هذه القاعة، ويعقد كونفرانس تنظيمات السويد،على الرغم من ان نصف تنظيماتنا لم تتمكن من الحضور بسبب عدم وجود الامكانات المالية للرفاق. الا ان اي تنظيمات تجمع هذا العدد، وتقول ان لدي هذا العدد من التنظيمات، لن ترد عندها على تحيتنا. ان هذا جمع رفاق قدماء لهذه الحركة، جالسين في هذه القاعة، وان هذه تنظيمات بلد واحد لها فقط. لقد ارسينا هذه الظاهرة. تيار بهوية مستقلة، بهوية قوية! على الرغم من ان العديد منا يحب رفيقنا التنظيمي اقل من جيرانه غير السياسي، ويكن له احترام اقل من الاخير، وعلى الرغم من ان العديد منا ينزعج من رفيقه بصورة اسرع من انزعاجه من صاحب عمله في المعمل، وان العديد منا ليسوا على استعداد للعمل سوية او ان يوزع بعضنا رسالة رفيقه على التنظيمات. بيد ان الطاقات والقدرة الكامنة في هذه التنظيمات هي كبيرة بحد بحيث على الرغم من كل الشواهد اعلاه، على الرغم من تقاليد نشاطنا هي ليست مختمرة، وان كل طرف يعمل بشكل ما، على الرغم من كل ذلك، فان قوانا وقدراتنا تبين وتكشف عن نفسها. برأيي ليس في هذا الجزء من تحزبنا اي مثلبة. اني لا اعرف حركة بهذه القدرة والاقتدار. قد تقول الحركات التروتسكية، والتي ابائها واجدادها معلومين ومعروفين، ومعروف بدقة ماهي موضوعاتهم، وان تضامنهم وهويتهم معلومة بالقدر ذاته. ولكن خارج التقليد، لايتمتع حتى الاشتراكيون الديمقراطيون بانسجامنا. تقاليدهم قوية، ولكن لا تتمتع افكارهم بانسجامنا. لاتتمتع عقديتهم كذلك بانسجامنا. اطلب من عضو حزب بسيط في هذا الحزب، عضو لا بمكانة ووضع داعي ومحرض ولا بمكانة مسؤول اصدار جريدة، ان يتحدث عشرة دقائق عن الحزب، سيقول عقائد كانها مكتوبة في الجريدة المركزية للحزب، وفقاً لنفسه وكلماته. ولكنه ليس حزباً في المطاف الاخير. لقد وصلنا الى هنا، بيد ان هذا لا يكفي.

لقد ذكرت ان حركات براقة بوسعها ان تتلاشى في اوضاع سياسية حادة وتكون مجبرة على التراجع بخسائر كبيرة. وعليه ينبغي انجاز العمل. انجاز العمل يعني ارساء صلة هذا العمل بالاقتدار والسلطة السياسية وبالقوى. في عالم السياسة، كل شيء مرتبط بمسالة السلطة والاقتدار، بقوى، بالاقتدار والسلطة السياسيتين. اذا لم تتمكن حركة من ان تحقق الاقتدار السياسي، او تنتزع حصتها من السلطة او تسيطر على زاوية ما، وتستخدمها كمادة للحملة اللاحقة، ستاتي وترحل. تضرم شرارة وترحل. من الممكن ان تبقى بقلبنا، ان تبقى حتى في قلب الكثيرين منا، وقد يبقى هذا النمط من النشاط حياً لسنوات اخرى، ولكن يفسح المجال للاخرين بان يركبوا موجة الاوضاع، وتكون بالنسبة لكل واحد منا اجواء حياة مفعمة بعذابات. ينبغي ان نمضي قدماً. تحدثت منذ فترة مع رضا مقدم (احد مؤسسي الحزب-م) حول ان الاقتدار والسلطة جزء من فلسفة نشاط جميع الحركات السياسية. ان امرء يؤسس حزبا في بولندا، يبلغ السلطة بعد سنتين او ثلاثة. واذا لم يبلغ خلال الثلاثة سنوات المقبلة البرلمان، ينهي نشاط ذلك الحزب. في هذا العالم، ليس ثمة حزب هدفه وجوده فقط، ولكن غدا الشيوعيين هكذا. ان هذه الموضوعة برأيي مرتبطة بالايمان بحتمية الاشتراكية. لانه الاشتراكية حتمية، فاننا لسنا على عجلة، موجودين ومستمتعين. (ضحك الحضور). ثمة موضوعة وهي انشاء الله ستحقق نفسها يوما ما.

ثمة موضوعة اخرى ايضاً، لشدة ماقمعونا، لشدة ماقتلونا، ولشدة ما حرمونا غدا من الصعب الاقتناع ان يقع المجتمع يوما ما بايدينا ونقول نحن اي الدروس يجب ان تدرس في المدارس، اي الاعمال تقام في الجامعات، وفي هذا البلد:ماهو المشروع وماهو غير المشروع. اننا، ولشدة ابتعادنا عن الاقتدار والسلطة لانصدق ان من الممكن ان يحدث هذا.انهم ينظرون حتى الى مرحلة لينين بنظرة بشك وتردد، هل كانت السلطة بيدنا فعلا ام لا؟ تلك الايام العشرة، الخمسة عشر، العامين ونصف قبل ان يقع لينين طريح الفراش، ويشرع الاخرون بعمل اخر. نحن لانستطيع ان نقتنع فعلا ان السلطة بايدينا، وان هذه الحركة منها، وان لهذه الحركة منظمة اكثر اقتداراً. ان هذا الحزب اليوم هو اكثر المنظمات اليسارية في ايران اقتداراً، وانه اكثر القوى السياسية مطالبة ( للسلطة) في المنطقة خارج الاحزاب البرجوازية الرئيسية. استلت كل القوى سكاكينها على هذا التيار وشحذتها.

ان الطرف الوحيد الذي ليس مقتنعا ان هذا الحزب هو قوة واقعية هم نحن. ان الطرف الوحيد الذي لايمضي لهذه القضية بهذه الهيئة هو نحن. ان الجميع حاضر لقطع رقابنا في اول فرصة. يالكثرة اعدائنا، واذا نحسب الامور وفق كثرة الاعداء، فاننا اكثر تيار مشهور في العالم برأيي. اني لا ارى صديقاً. انظر الى تسليمة نسرين وسلمان رشدي، وانظر الى ريبوار احمد كذلك (سكرتير اللجنة المركزية لمراحل طويلة في الحزب الشيوعي العمالي العراقي ومن الشخصيات الشيوعية البارزة في كردستان العراق وايران-م). ان ملف قضيتهم لايختلف عن بعض. ان هناك فرق الا وهو انه (سلمان رشدي) ليس قلق على مبيعات كتابه كذلك. ولكن حتى هذا الذي الى جنبنا، حزب يساري يبعث رسالة لنا يقول فيها لماذا تطبعوا كتاب ازمة الخليج(۱)، انه ليس عملا حسناً، ويكتب كل شهرين مقال عن سلمان رشدي، حتى انه ليس على استعداد للتوقيع على شيء مفاده لماذا يصدر ملا (ادهم بارزاني فتوى وجائزة مالية كبيرة جدا في وقتها لقتل ريبوار احمد لكتابته مقالة عن الزواج بوصفه اغتصاب اسلامي للمراة-م) مثل هذه الفتوى؟ اسألوهم انتم اي نوع من منظمة، الا تعرفون ماهي القضية؟ أصابكم العمى؟ ليس لنا صديق بينهم حتى، حتى من بين اؤلئك الذين يسألون بمحبة ويتمنون ان ندخل "اتحاد اليسار العمالي"، ولكنهم غير ملزمين بالدفاع عن رفيقنا لانه شيوعي. لانه يعرف ان اية ذرة قوة واقتدار تمضي صوب ريبوار، فان هذا يعني ابتعادهم عن الاقتدار والسلطة السياسيتين، وعن وجودهم في ذلك المجتمع. انهم يعرفون هذا. اذا اتى الجمهوريون للسلطة، فان منظمة راه كاركر(درب العامل) باقية، ولكن اذا وصلنا للسلطة، سيسحب البساط من العديد منهم، ولن يبقوا. انهم يعرفون هذا جيداً. وان ماحققناه قد تم دون ان يكون لنا حزب سياسي. دون ماكنة، دون ماكنة تعبد الاجواء له. حين نقول ذلك فاننا نقصد ان ليس لدينا ماكنة حزبية. او ليس لدينا حزب سياسي. لا اود ان اقسّم الموضوع ميكانيكاً.

سعيت لتوضيح مجمل ظاهرة اننا لسنا ماكنة حربية. يمكن تقسيم هذا على مستويات واصعدة عدة . صعيد التقاليد النضالية، صعيد البنية التنظيمية. في موضوعة البنية التنظيمية، ثمة موضوعة الا وهي موضوعة البشر والروحية الحزبية والبشر والاسلوب الحزبي في النظرة الى الحياة والنشاط. اود ان اؤكد على هذه. انها نقاط ترتبط بنا. ان سبب كوننا لسنا بحزب هو اننا في مرحلة شروع حركتنا. اعلم ان العمال يناضلون منذ زمن، بيد ان هذا النضال كان تحت راية الاحزاب اليسارية التقليدية، كان تحت راية الاحزاب الشيوعية للمعسكرات، كان تحت راية الاشتراكية الديمقراطية. في الستين والسبعين عاما الاخيرة، لم تكن الشيوعية العمالية تيار محدد، بقادته، بتنظيماته، بجرائده، لم تكن لها نقطة يمكن ذكرها وبوسعنا ان نشير اليها. من هذه الناحية، نحن يافعون. اذ لدى مجمل الاشخاص الذين ينشطون في التأسيس والصياغة الاولية للاحزاب رسالة مزدوجة. عليهم ان يقوموا بنشاطهم، وعليهم كذلك ان يؤسسوا شيئاً للجيل اللاحق كذلك. ينبغي ان نجعل هذا الحزب ذا تقليد. نجعله ذا هيكل وبنية، ذا روحية واسلوب وماهية، تكون موجودة، ويعود لها احد ما بعد عشر او خمسة عشر عام لاحقة. ان هذه نقطة ضعفنا.

اود ان اؤكد على هذه الاجزاء. على التقليد، على البنية التنظيمية والاخلاق والروحيات. ان قصدي من تقليده النضالي هو مجموعة الثقافة السياسية تلك واساليب العمل والتصورات العفوية والتلقائية في تنظيمات ما بحيث يراها المراقب من الخارج. اذا كنت ملما تماماً بمنظمات ذا تقاليد راسخة مثل الاشتراكية الديمقراطية، سترى ان اي شخص بعقائده المفعمة بالحرارة ينظم الى تيار الاشتراكية الديمقراطية، فحين تتحدث معه بعد عامين ستجده كما لو انه قد ترعرع في احضان الاشتراكية الديمقراطية منذ الصغر. يعطي الاحكام الفلانية تجاه المجتمع، اخلاقياته كذا، ملابسه وهيئته كذا، يتحدث في حزبه باللهجة واللغة ذاتها التي يتحدث بها رفيقه الحزبي على بعد مئة كيلومتر من الجهة الاخرى. ملم بالاعمال التي يلم بها بقية الاشتراكيين الديمقراطيين. ينظم اجتماع فورا، يوارب الناس. ثمة اعمال ملم بها، وثمة اعمال اخرى ليس كذلك. التروتسكيون كذلك. الماويون كذلك.

التقليد السياسي، التقليد والثقافة النضالية موجودة وانت بوصفك مستلم وكاسب لها، كاسب لها بوصفك عضو جديد لها. خذ حزب توده على سبيل المثال. عضو حزب توده معروف من بعيد انه عضو في هذا الحزب، ( توده). شكل الموضوع الذي يطرحه، الاهمية التي يعطيها لبعض المسائل والتي لا يعطيها لبعضها الاخر، الاعمال المناسبة له. بوسعه ببساطة في اكثر الاوضاع غير ملائمة ان ينفذ في اكثر المنظمات غير الملائمة. بوسعه ان يجعل من رجل دين شيوعياً على غراره. يجعل من ملا تودهي. بوسعه ان يكسب ناس من بين الملكيين. ترى كتاب عجيبين غريبين هم تودهيين. ليس قصدي حزب توده الايراني، الاحزاب التودهية للكتل المعسكراتية وتقاليدهم. انهم ملمين وبارعين. وان منظمة اكثريت(۲) التي مضت تحت جناح حزب توده، بعد مدة تعلمت كل هذه. ان هذا نتيجة صيرورة وعملية طويلة من التعاليم والارشادات والعمل وتجربة احزاب البلدان الاخرى، بيد ان عضو تودهي معلوم تودهيا من بعيد. اسعى الى جعل تودهي ما ينتقد حزب توده امامك. اذا انتقده! لك جائزة مني ؟! من الممكن وليس بعيدا ان ينتقده بين انفسهم. وحتى اليوم، بعد كل هذه الاحداث، ان تودهي ليس على استعداد ان يقول لكيانوري* وعنه شيء يقوله لك. ان عضو يمكن ان يطرده الحزب من صفوفه، ولكنه ليس على استعداد ان يقول كلاماً سيئاً بحق حزبه. يقول اتحدث بشكل سيء عن حزبي امامك؟ اذ يقول: قال لي الحزب ان امضي للميدان بشعار عاش خميني، ويذكر بافتخار، اني، وباوامر الحزب، ذهبت للهتاف بشعار عاش خميني! وتعرضت لاطلاق النار جراء ذلك. انفصل اناس عن حزب توده، ان التودهيين المنفصلين عن الحزب هم كثرة بشكل واسع. ان حزب توده قد قدم ضحايا جراء ممارسة الحزب في ۲۸ مرداد(۳). ولكن امرء انفصل عن حزب توده ومضى للبيت تاركا العمل، يقول كل مرة اني من حزب توده. لازال محافظاً على محافله وحلقاته تلك، ولازال يفكر بالطريقة ذاتها. لازال اؤلئك المسؤوليين (الحزبيين) يحظون لديه بالمكانات القديمة ذاتها.... ان تقليده معروف.

انظر الى جماعة الفدائيين (منظمة يسارية-م). الفدائي اتفه واهزل تقليد يمكن ان تصادفه. ولكنهم جميعاً على الشاكلة ذاتها. ليس بوسعك ان تكون عضو منظمة الفدائيين وتبدو او تظهر كانسان عاقل. اذا اصبحت عضو هذه المنظمة، ينبغي ان تكون اهوج وعبوس وبالعناد المعروف ذاته! بانعدام المنطق ذاته! او بالخيالات ذاتها التي تحل محل الحقائق والواقع، وهو امر شائع في ذلك التيار. ويقسمون باناس حين تراهم من قريب وتسمع احاديثهم من قريب ترى انهم ليسوا اهل للقسم بهم اساساً. السيد كشتكر (من قادة الفدائيين، واكثريت بعد الانشقاق-م) وضع الاشتراكية جانبا، يقول اني لست اشتراكياً. لست فدائياً. يزور الجمهوريين، وله علاقات معهم، ولكنه يطلق على نفسه اسم فدائي. يعتبر نفسه صاحب تجربة "اكثريت"، ويتصارع مع فرخ نكهدار (من قادة الفدائيين، واكثريت بعد الانشقاق-م) على ميرات منظمة اكثريت. اطلق اسم فدائي على قوته كذلك، ولازال يحتفل بيوم شهداء تلك الحركة. لايتخلى عن فدائي. لماذا لديه جرائد كثر؟ وذلك لانه راية حقيقية.

المجاهدون نموذج اخر! المجاهد تقليد مصطنع. انه من بين تلك التقاليد التي لم يصنعها المجتمع، بل ان قيادة ما اصطنعتها. صنعها اناس يعرفون اي هيئة ينبغي تشكيلها وبنائها. ليس لها صلة بتلك المجموعة التي تنشط مع مجلس مناهضة البهائيين. لقد صاغت مجموعة ايقونة ما، بتعهد واحد، بهيئة واحدة تسري وتعمل في كل خلية وجود لهم. ان اكثر شيء محدد ومقولب يمكن ايجاده في عالم السياسة هو عضو المجاهدين. ملم بتلافيف عمله. كما انه ليس ملماً باشكال عمل اخرى.

نموذج اخر هو الجبهة الوطنية! ليس من المقرر ان تكون الجبهة القومية منظمة، اذ ان تقليدهم هو ان لاينتظموا. تشكل محفل وحلقة. يتحدثون مع بعض، يلتقون مع بعض، يشربون شاي ويتناولوا حلويات. يقول اني موجود.لايتحدث سلباً عن دكتور مصدق مطلقاً، ولكن يقول كل ما ياتي على لسانه عن الشخص الثاني. ان هذا تقليد الجبهة الوطنية، وهو ذا اختلاف عن تقليد الفدائيين. وعلى الرغم من مجمل انعدام شكلها، فانها تقليد سياسي. واذا اصبحنا عضو فيه، نصبح مثلهم بالضبط. انظر الى تقليد الاشتراكية الديمقراطية وسترى ماذا يقول عن نفسه، من الممكن ان عدد من اعضاءها قد انجذبوا الى تيارات هامشية... ان التقليد السياسي هو عامل وعنصر مهم لان كل تقليد يصرف طاقة. ان كل تقليد يصرف قسم كبير من طاقة الجيل الذي قبله والتي يعلم بها الفرد اللاحق. يخلق التعليم الذاتي. اذا القيت نظرة عليكم، نظرة واحدة عليكم، اذا قلتم لبعض انها ستالينية، ساترك تنظيماتكم. اذا رأيت مراعاة الاداب، واذا لم يكن بوسع احد ان يدوس على كرامة احد، .... في هذا الحزب، ليس بوسع احد ان يقول على المسؤول انك ستاليني.

ففي التقليد نفسه هناك تربية وترافقه تربية. تقتصد في الوقت وتخلق فريق. عندها لا تبقى ضرورة لتعليم وتدريس الامور الابتدائية، يمكن الاعتماد في ذلك على التقليد. يكفي ان تقول: رفاق فلان وفلان اذهبو الى الامر الفلاني. اذا كان تقليد هذه التنظيمات هو المشاركة في ندوات البقية، تحرض، بعض يبيع جريدته، واخر يقول من هناك ان جلستنا في اليوم الفلاني وشاركوا فيها، واذا كان الناس حساسين لكرامة حزبهم، بوسعكم ان تتصوروا ماذا تعمل مجموعة من ۵اشخاص في اجتماع للمجاهدين. مثلما هو معلوم بالضبط اي اعمال يقومون بها بالضبط ان شارك مجموعة من اعضاء المجاهدين في اجتماع لنا، اية مواد يجلبوها معهم، ماذا يمكن ان تجد في حقائبهم، وباي لهجة يتكلمون. ماذا يقولون عنا، وماذا يقولون عن من هو جنبنا، وكيف يتصرفوا مع الناس العاديين.

ان التحلي بتقليد يعني ان الشخص الذي ينضم الى الحزب، تضاف قوته من اليوم الاول الى الحزب. لا نتحلى بتقليد. لازلنا مسؤولي تعليم بعضنا البعض. لازال لا يتمتع الحزب، ولحد هذه اللحظة، بمعيار محدد يقول اننا نعمل بهذه الطريقة. لازلنا ننصح بعضنا البعض بالروتين الابتدائي لتنظيماتنا. نرشد بعضنا البعض. نوضح لبعضنا البعض السبل، ولازلنا لا نتحلى بتقليد. لقد قلنا سواء اكان الماويين، ام احزاب المعسكرات، الليبراليين، القوميين، الفدائيين، حزب تودة، الجبهة القومية، فهم يتحلون جميعا اكثر منا بتقليد نشاط سياسي وبتقليد نضالي اقوى. يمكن ارساء التقليد عبر سبيل المجاهد وباشكال مختلفة دون محتوى سياسي حقيقي. ولكن المسالة تتمثل في اي سبل يحق لنا، وعبر اي سبيل يصب بمصلحتنا، نرسي تقليدنا. اذ يمكن ارساء تقليد عبر عبادة الشخصية. يمكن ارسائه بالقسر التنظيمي. يمكن ذلك ايضاً بالكذب على الاعضاء. كان التودهيون يعتقدون في تلك الايام انه سيقوم الامام الخميني بايقاظ الرفيق كيان نوري من منامه، ومن المؤمل ان يسلمه رئاسة الوزراء. كان الامر هكذا فعلاً. قد تعتقد انه لامر عجيب ان امرء بهذه الدرجة من انعدام الفهم في اطار ثورة ۱۹۷۷. اقنع الكثيرون من التودهيون انفسهم بان من الممكن ان يكون كيان نوري رئيساً للوزراء. اذا قمتم بالتنصت على كلامهم، ستسمع ان من المؤمل ان ياتي رفاق من الاتحاد السوفيتي ليحلوا العقدة الفلانية من المسالة. كان المجاهدون يقولون للناس يومياً كما هائلا من الاكاذيب. صادر المجاهدون حتى عواطف واحاسيس الناس، جنس الناس، وصلاتهم وحاجاتهم لكي يقسروهم على انضباط خاص واحد. وعبر برنامج خاص واحد، انتزعوا جوازات السفر ووضعوها في "جرارة" مكتب مسعود ومريم. وذلك لانهم يريدون المجاهد ان يقوم بعمل ما، وان خرجوا عن ذلك، سنحاكمكم ونعاقبكم! ولكن هذه الابواب موصدة امامنا.

ان تقليدنا هو بشكل تقتضيه حركتنا. اننا نرسي تقليدنا بالشكل الذي ترتبط به حركتنا بحقيقتنا ومبدئيتنا السياسية. وان هذا ما يصّعب عملنا. وبالاخص اننا في اول مراحل عملنا. ليست لدينا بنية وهيكل حزب سياسي. مثلما ذكرت، كافراد منفردين. صحيح اننا نتجمع حول بعض، ولكن اي شخص مستعد للقسم بان اللجنة التنظيمية في المنطقة الفلانية هي الممثل الوحيد للحزب؟ أنكن الاحترام للجميع؟ هل ان مصدر بدء الاعمال وانتهائها هي اللجنة؟ هل ترسل التقارير في الحزب؟ ايرسلها الاعضاء الى اللجان الاعلى؟ وتدير اللجنة الامور هناك؟ هل ترد على القضايا، وتقوم اجمالاً بمهامها الروتينية؟ برايي، اطلاقاً! ليس هناك اي لجنة كذلك. حتى لانستطيع القول ان لجنة كندا كذلك، التي هي نموذج الان. ان الهيكل الحزبي يعني ان تعمل بصورة هيئات. هل ثمة تقسيم عمل؟! يقوم الاعضاء بذاك النشاط، وان تقسيم العمل هو الرد على حاجة هذا العمل، ونعتاد على العمل مع هذه الهيئات. انه الان فدراسيون (اتحاد) افراد منفردين يعمل كل واحد بصورة تلفونية، كتابية، فاكسية، يرتبط كل منهم بجزء من اعضاء قيادة الحزب، وعبر المحافل، وللاسف في حزبنا ايضا محافل، وان تكن غير مهمة وهامشية، البعض عبر محافله، وبالطبع في بعض الاماكن تدفع التنظيمات بامورها التنظيمية. بمعنى ماهي المكانة التي تتمتع بها الجريدة؟ ماهي مكانة المكتب السياسي؟ ماهي مكانة اللجنة المركزية؟ ماهي مكانة لجنة البلد وصلات الارتباط؟ واي نشاط يقام في حزبنا عبر هذه الفروع، وجراء هذه الفروع،وتحت مباديء وانضباط هذه الفروع هو امر ضعيف جداً، وان عددنا كبير للحد الذي لايمكن تسييره بدون ذلك.

لايمكن الدفع بفدراسيون( هيئة) افراد منفردين اكثر من هذا بدون بنية وبناء. ان هناك نقاش في المكتب السياسي ومفاده هو ارساء بنية تنظيمية. ليس هرماً معقداً، بل ماكنة معروفة ومحددة اجزائها. ان عمل هذا الجزء هو كذا، واذا لم ينفذ العمل الفلاني في المكان الفلاني، ينبغي متابعة هذا الجزء من التنظيمات. اذا كان الهرم التنظيمي، البنية التنظيمية في هذه التنظيمات معتبران، سيصبح، بموازاة ذلك، الشخص الذي في ذلك الهرم معتبراً. في احزاب جدية، بوسع تصرفك في لجنة ما ان يخلق حدث مهم في مصيرك في الحزب. انظر الى الاشتراكية الديمقراطية، كم هو مهماً ارتقاء مسؤول من لجنة الى لجنة اعلى. يباركون له. يعني انك تنشد الارتقاء الى رئاسة اعلى. فيما يعد امراً جالباً لوجع الراس عندنا. لايريد الكثيرون منا ان يخطو للامام، ويصبحوا اعضاء لجنة. لانها تعتبر جالبة لصداع الراس والمشكلات. لاتجلب سمعة، لاتاتي لحسن الحظ بامكانات ترفيهية، وهو الامر الذي علينا ان نبقى عليه دوما، لا نفوذ، وحتى النفوذ الذي كسبته خارج الحزب، تفقده. ويكفي ايضا ان نفوذك الشخصي الذي جمعته في الخارج بعد الف مشقة ومشقة، وبصورة خارجة عن المسؤولية التنظيمية، تفقده في لجنة حزبية. وتخرج من اللجنة، وحتى لايرد احد من محفلك السابق على سلامك. في حال، ينبغي، برأيي، ان تكون الاجواء بشكل ان يقول عضو اللجنة ان الرفيق الفلاني هو عضو لجنة قال الكلام الفلاني في الاجتماع الفلاني الذي حضره معه مسؤول اللجنة الفلانية. وعليه، ان هذا يختلف عن ان نقول ان هذا الكلام قاله في الشارع مع احد ما. (ساتناول لاحقاً اهمية الظاهر والشكل في الحياة وفي النشاط السياسي). من الواضح ان المقرر الفلاني للجنة الفلانية مهماً. اني من انشد ترشيح نفسي للجنة، علي ان اسعى لان ينتخبني الاخرون، لان في الوقت ذاته هناك ۶۰ شخص اخر قد رشحوا انفسهم. وذلك لان كل شخص يفكر انه يجب ان يمضي هناك ليلعب دوراً، ان يدفع بسياسة ما، وان كل شخص يعتقد انه يتمتع باهلية هذا العمل ويود ان يكون عضو لجنة، ولهذا ينبغي علي ان احصل على صلاحيات اوسع. واذا لم انتخب كعضو لجنة، علي ان اقبل انه رئيسي في هذه المرحلة. وطبقاً لنظام معين، حين يصدر سكرتير اللجنة تعليمات معينة، ينبغي ان اقول: حاضر! اللهم الا ذا كان امراً كارثياً، يقف عن الموضوع ويقول انهم اخطأوا. والا وبصورة عادية يقولون: لقد قال سكرتير اللجنة، يعني ان اللجنة قالت.

ثمة لجان موجودة، ولكنها تتغير باستمرار، ليس لديها تقليد لتثبته مكانها او تتركه خلفها، ليس لها ديمومة واستمرارية عمل في محيط نشاطها وليس لها نفوذ. على الرغم من ان البقية مقتنعون بها، ولكن ليس بوسعها ان تلعب دوراً. ان البنية التنظيمية ضعيفة جدا. وعلى الرغم من كل ذلك، وعلى الرغم من ان ليس لدينا تنظيمات، لكننا نعمل بقدرات اناس تجمعوا في هذه التنظيمات وبسبب عقائدهم.

ثمة نقطة اهم واعتقد اننا نمتلكها، وللبعض دور محوري هنا، وهي وجود رؤية سائدة على بعض الرفاق وهي لماذا على اناس ان يحسسوا البقية ويغيروهم. ان التحزب بوصفه رؤية وتصور، التحزب بوصفه ميل وطبيعة، التحزب بوصفه نوع من الوجود، نوع من البشر الخاصين هو امر ضعيف جدا في حزبنا برأيي. لايمكن مقارنتنا بأي تقليد سياسي وحزب سياسي اساساً. من الطبيعي ان يكون الامر هكذا لحد ما. وذلك اولاً لان عملنا معقد وشائك. لانستطيع ان نمد ايادينا في حقيبة الاخرين وناخذ منهم ميل ونمط واسلوب تعامل ماقبلنا بوصفهم شيوعيين ونقول ان هذا هو المفتاح. لدينا اعتراض عليهم كلهم.لانقبل بالخضوع الاعمى للجان امام مركزية الحزب. لانقبل بعبادة الشخصية. لسنا على استعداد لقبول الخرافة. لسنا على استعداد ان تتحول النزعة المؤامراتية الى نمط نشاط الحزب. في تنظيماتنا ثمة احترام كبير للحقيقة. الاحترام للاشخاص كبير. لانستطيع، وعن حق، ان نجبر احد على عمل ما. وعليه، ليس لدينا انموذج نسير وفقه، ونقول ان هذا سبيلنا، يجب ان تسير الامور هكذا. يجب ان نبنيها ونرسيها. ان هذا مايجعل عملنا شاقاً.

نقطة اخرى تتعلق بتمركزنا في خارج البلد. ان تمركزنا في خارج البلد يجعلنا في وضعية مصطنعة. حين تقوم بنشاطك مع الطبقة العاملة، تجد موضوعات المحرض، موضوعة الروحية الحزبية، موضوعة صلة الحزب بالطبقة العاملة في كثير من الاحيان مكانها الواقعي وتترسخ. وهو امر يختلف عن ان عدة من جماعة ثورية محترفة من المقرر لها ان تحدد مجموعة من العلاقات بينها كي تخلق روحية ما. (اي ان الروحية ناجمة من العلاقاتالتي يقيموها بينهم-الخارج-، لا من واقع ومواضيع موضوعية-الداخل--م)

اود ان اتطرق الى مايخص رؤية واسلوب الناشطين من زاوية اخرى. ثمة اشياء ينبغي ان تكون مبدءاً برأيي. لماذا، وماهو تفسير ذلك؟ باية اشياء ينبغي ان نؤمن بحيث ان نتحلى بروحية نحن بحاجة لها في هذه المرحلة. برايي، ثمة مبدأ اساسي ينبغي ان يترسخ الا وهو ان نعرف ان هذا الحزب مقدس. الحزب مقدس. لاتشعر ان هذا الامر موجود في اذهاننا. لا اعتقد ذلك. حين نقول ان الحزب مقدس، سيقولون فورا ان هذا تبعية ستالينية وبيروقراطية.

ولكن اسمحوا لي ان اعرّف كلمة "مقدس". ليست موضوعتي هي التقديس الديني. ليست موضوعتي ايراد وصف ما فوق طبقاتي واعمى.ان الحزب مقدس بقدر قدسية مستشفى في قرية لدى اهاليها. اذا لم تكن موجودة، اي المستشفى، ستلقي الناس حتفها جراء المرض. يقول احد ما ان هذا الينبوع مقدس لدي. ان هذا الماء القادم من هذه الكوة مقدس بالنسبة لي. لا لان الله قال هذا. اني ادافع عنه لان هذا موجود لحياتي. ما اود ان اقوله هو ان السؤال المطروح امامنا هو هذا. لقد تحدثت عن هذا في بداية كلامي او سعيت لان اقوله. من اجل التأثير في الحياة، من نقل شيء اخر الى الجيل اللاحق، ومن اجل ان لاتغادر الحياة وانت معقود اللسان وان تترك اثراً محلك، لدينا هذه الاداة. ليس مهماً من هو فيها، وليس مهماً ماذا يقوم بها من عمل، تخطأ كثيراً ولكنها مقدسة بالنسبة لي، واريد ان اصونها. الحزب مقدس ليس مقولة خرافية، بيروقراطية، دينية وستالينية. ان الحزب مقدس هو فهم واقعي لحاجتنا الى هذه الاداة، مثلما ان السلاح قد يكون مقدساً بالنسبة لمحارب، لايعطيه لاحد. اتذكر انهم كانوا يمجدون ان فؤاد مصطفى سلطاني (احد مؤسسي منظمة كومه له والحزب الشيوعي الايراني-م)، ابان مسيره من قرية لاخرى، رأى احد اعضاء تنظيم المجاهدين في دراجة نارية ومعه كلاشينكوف، كلاشنكوف جديد من العراق، وقال له اعطني بندقيتك.تصوروا مدى معاناة عضو المجاهدين هذا في وقتها ان يعطي سلاحه لعابر سبيل. لا اعتقد انه اذا طلب منه دراجته النارية ليتجول بها قليلا، او طلب منه معطفه ليجربه كان امراً يذكر بالنسبة له. لكنه قال له اعطيني سلاحك لانظر فيه. يعد السلاح بالنسبة للمجاهد في تلك اللحظة رمز للاقتدار السياسي والسلطة. تفحص فؤاد سلاحه وارجعه اليه. وبرأيي، كان اكبر اهانة في تلك الاجواء ان بيشمركة كردي ما قد اخذ سلاحه. بوسعه ان لايرجعه. السلاح مقدس بالنسبة لمحارب. يقول انه اداة الدفاع عن نفسي ومعتقداتي. وفي الوقت ذاته، انها مهمة وضعتها على عاتقي. انه اداتي. بوصفه اداة مقدسة.

لا ارى ان الحزب امر مقدس هكذا بين صفوفنا. يتلاعبون في احيانا كثيرة بالحزب. الحزب ليس مقدساً بانظارنا بقدر مايجب ان يكون عليه، لا بسبب خرافي، بل باسباب مادية و سياسية. ان هذا حزبي. بوسع اي ما ان يقول ما يشاء ، ولكن ان برهنت لي انه خرج من المسار وان هذا الحزب هو ليس الحزب الذي ينبغي الافتخار به. حسنا، ساتخلى عنه. ولكن طالما لم تبرهن لي ذلك، هذا الحزب مقدس. صديقي العزيز لم يمسك اياديك احد، ان امكن برهن ذلك.

ثمة نقطة اخرى، وهي ان الحزب على حق. ان مبدأ النشاط السياسي هو "الحزب على حق". الا اذا برهنت على خلاف ذلك. اعتقد الان ان "الحزب على حق" هو ذا موضوعية وصلة اكثر. ليس الامر هكذا: "الحق معي وفي الاجتماع ساقول ذلك ايضاً". بصورة عادية، الحزب على حق. الا اذا تجشم رفيق ما، عبر قناة تنظيمية، عناء البرهنة على خلاف ذلك. والا نحن بحاجة الى الافتراض ان الحزب على حق. لقد فكروا، وقرروا، ولابد انه كسب الاصوات في الحزب. اذا كان لدي نقد على الحزب، واعرف ان كلام الحزب هذا على خطأ، لابد ان اقول ذلك واجمع القوى له. ولكن طالما لم تقله، ولم تجمع القوى له ولم تبرهن على حقانيتك، لاينبغي ان تضع مبدأ "الحزب على حق" تحت طائلة السؤال. ان الاسلوب الذي يرد في هذه المرحلة على قضايانا هو ان نقول ان الحزب على حق. لقد قال الحزب ينبغي القيام بهذا الامر، حسنا يجب ان نقوم به. تقولون ينبغي ان لانقوم به، حسناً، لماذا؟ لم اقتنع، اذن الحزب على حق. المبدأ هو ان الحزب على حق. مثلما يقبلوا في هذه البلدان ان الطبيب على حق، واني بوصفي مريضاً ينبغي ان اتعاطى دواءه وعلاجه. قاضي المحكمة على حق. لقد قيل هذا ونحن راضين بهذه الضريبة. وفيما يتعلق بالعلم، المعلم على حق. البرلمان على حق.الحق يعطي المشروعية لذلك القرار. الحزب على حق اقوى من هذه كلها. اناس قدموا، دون اية دوافع مالية، جراء دوافع مشابهة لك، باهداف شبيهة باهدافك، يسعون من اجل تغيير مشابه لما تنشده. جلس جمع ما وقرر. الحق معهم. الا اذا تجمشت العناء وبرهنت على عكس ذلك. طالما لم تبرهن على ذلك والى ان تبرهنه، الحق مع الاخرين.

ينبغي ان يكون الحزب قوياً. ان " الحزب ينبغي ان يكون قوياً" ليس مبدءاً لنا! ينبغي ان نجمع القوى له، نتمعن ماذا بوسع الحزب ان يستفاد من كل شيء. ادرك اننا اناس جيدين.... ينبغي ان يخرج الحزب قوياً من كل حدث، ليست الاحداث الكبيرة فقط، بل من اي تحرك اكسيوني (اكشن). إن افكر بوجوب ان يخرج الحزب قوياً، فان اي عمل اقوم به، سارى في نهاية المطاف ان الحزب اصبح اقوى. لـ"قوي" معنى كذلك. اذ يمكن ان يتعلق الموضوع بالكمية. يمكن تعداد الامور. يمكن تعداد النقاط. ان يكون للحزب حضور اكبر، اعضاء اكثر، خزينته مليئة اكثر، اعداد نسخ بياناته اكثر، يتصدر الصفوف في الحركات الاحتجاجية، راسخ في الاذهان اكثر، لافتاً للانتباه اكثر، يتحاورون مع الحزب اكثر وغير ذلك. بايجاز، ان اي عمل نقوم به فهو من اجل ان يظهر الحزب اقوى. والا يمكن القيام باعمال جيدة، اعلم اننا اناس جيدين الى حد كبير، انقذنا اناس كثر من تركيا، الكثير منا قام باعمال جيدة. ولكن كم ظهر الحزب اقوى، فانه امر بوسع اي رفيق ان يطرحه. اذا كنت امرؤ... انقذت شخصا ما، لن اتركه شهرين او ثلاثة. اقول له سآتي لبيتك، واود ان اتحدث لك عن الحزب، مثلما هو الحال هنا، يؤجر اتحاد ما قاعة لنا ويتحدث لنا ساعة كاملة عن اتحاده. القاعة ليست ملكه. من الامكانات المالية لنفس الناس، اي اقيم باموال اؤلئك الذين هم انفسهم اعضاء فيه. ولكننا اتينا اشخاص من تركيا. (الحزب الشيوعي العمالي الايراني كانوا ناشطين جدا في العمل بين اللاجئين في تركيا-م). لدى اي منهم صورة طيبة عنا، تولّد لديه تعاطف معنا، صديق لنا، يشعر بالارتياح لنا. حسناً، علينا ان نمضي لبيته، ونتحدث اليه حول الحزب. ليس ثمة موضوع غير مسموح به هنا. بوسعنا ان نقول له انظر الى العالم، انظر الى الاوضاع، صحيح ان والدك هو الحاج فلان، ولكنك لست مجبرا على ان تكون كذلك. بالوسع ان يكون وضعك افضل من الوضع الذي انت فيه. يمكن الحديث عن اي شيء للناس. نجري حوار وندوة تلفزيونية و لكن لا نورد اسم حزبنا! ليس ثمة من في الحزب من يقول ان ذلك الشخص الذس تحدث بصورة جميلة هو عضو حزبي. تقدم اذاعتنا برامجاً، يتصل بها فقط "الغرباء"! لماذا لايتصل بهم امرؤ من الحزب كي يبين ان لنا ستة اعضاء حزب في هذه المدينة. اتصل احد ما ببرنامج يقدمه رفيق لنا في اذاعتنا وذكر ان الحزب قوي، الحزب موجود هنا. سمعت ان اذاعة ما في مدينة غوتنبرغ (السويدية) تشتمنا صباحا و مساءا. لانعرف ماذا عملنا بحيث قررت هذه الاذاعة وعزمت على ان تشتم الحزب الشيوعي العمالي الايراني من الصباح للمساء.

ينبغي ان يكون الحزب قويا، اي ان يقوى الحزب مع كل حركة وتحرك لنا. هناك جدول وهناك اعمدة. على سبيل المثال، قمنا بهذه الحركة او التحرك، وان منفعته ومردوده للحزب هو التالي: انضم الينا اناس جدد، وزعنا الجريدة، جمعنا امكانات مالية، وضحنا مرة اخرى سياسات الحزب كذلك، وخلقنا متعاطفين معنا. وعليه، في هذه المدينة، اصبحنا اقوى من قبل ذلك الحدث، قبل ذلك الاكسيون. ان معلم تقدمنا اساساً هو اقتدار الحزب. ينبغي ان نقيّم جميع الاشياء بهذا المعيار. ذكرنا ان امامنا فرصة محدودة للقيام باعمال كبيرة. واذا لم نقم بهذه الاعمال في هذه الفرصة، سيكون مصيرنا الاخفاق. لاينتظروننا دوماً.اذا اصبحنا اقوياء في مرحلة، نكون قد انتصرنا، والا، فبعد انتهاء هذه المرحلة، نكون قد اخفقنا مرة اخرى. اعرف انه لم يتحقق امرنا، ونفر مرة اخرى، ونعود الى هنا. ولكن نكون قد تلقينا ضربة في المطاف الاخير.

المسالة الاخرى هي ان اقتدارنا في وحدتنا. اذا كنت على قناعة راسخة بان القضية لاتتمثل باني لا اقبل كلامك..! لا اقبل خطك....! لا ارتاح لك من وقت مقر زراندول (احد مقرات القوى المسلحة لمنظمة كومه له) ولاحقاً... او اني لا اقبل باسلوب عملك، ولهذا فاني اقوم بحركتي وتحركي...! اقوم بتظاهرتي نفسي...! واكتب مقالة الى اذاعة اخرى كذلك. ان قدرتنا في اتحادنا.. ينبغي ان نجعلها امر مرئي وواضح. ينبغي تنفيذ طرح الحزب. ان هذا مبدأ قديم. انظر الى الاحزاب المحافظة هنا. حين يختلف وزير مع رئيس وزراء، يستقيل. وذلك لان كلام رئيس الوزراء ماينبغي تنفيذه. ان اراد شخص ما ان يعارض جون ميجر، عليه ان ينسحب من مجلس الوزراء... ان اراد وزير في رئاسة وزراء ان يرشح نفسه بوجه جون ميجر، عليه ان يستقيل من مجلس الوزراء، وذلك لان الاصل والمشروعية مع جون ميجر. لايمكن ان تكون وزير جان ميجر، وفي الوقت ذاته ترشح نفسك في الانتخابات ضده. ينبغي ان تكون رئاسة الوزراء البريطانية موحدة. ليست بريطانيا حديقة ملكية. ان بريطانيا بلد من عشرات الملايين ذا مصالح دولية. ليس بوسع احد ان يتلاعب برئاسة وزرائها. الكلام ايضاً مهم بالنسبة لنا بالقدر ذاته. ينبغي ان يكون الحزب موحداً. ان اراد شخص ما ان يخرج عن خط الحزب، عليه ان يبتعد عن الحزب بحد كي لا يقترن الحزب بعمله. ينبغي ان يكون الحزب موحداً.

ثمة جانب اخر من الموضوع الا وهو "انا والحزب". انا! الحزب! في التقاليد السياسية المتحزبة، كل امرء يقول انا الحزب، والحزب هو انا. ان مسؤولي يقول خط الحزب. اننا في هذا التقليد نقول دوما انا. وان فصل المرء عن الحزب لهو بحد، وبحد بحيث ان المبدأ هو "انا"! "انا" جالس واراقب الحزب دوماً. واذا، ولو لمرة واحدة، كان الحزب يراقب هذه الـ"انا"، ستهرب هذا الـ"انا"، تحزن، تكون سلبية،، تعتقد بان قد اسيء لها، تعاني وتتعذب. ولكن هذه الـ"انا" تراقب الحزب يومياً. تقول لست ملماً وماهراً. لاتعمل. لاتعلم اللجنة ماذا تعمل. لا اقوم بدفع هذا الخط.اترك مسؤوليتي. ان هذه الـ"انا" امر جيد دون شك لانها تعني ان كل امرء هو فرد مستقل. ولكن ان لم يتمكن اناس مستقلين من ان يتحدوا طوعاً تحت مظلة واحدة، لن نحقق او ننجزء اي شيء.

ثمة مسالة اخرى الا وهي ان الحزب لا يفسد. ان هذه ليست مسالة ميتافيزيقية. ان فسد الحزب، عليه ان اشير اليه(الى فساده-م) وابرهن عليه، واخلص الحزب من الفساد. ان الحزب لايفسد بمعنى اني لا ادع الحزب يفسد. اذا لم يبرهن احد ما على ان امرا ما فاسداً قد جرى في الحزب ، ساحدد ماذا يعني فاسد لاحقاً، ، ينبغي ان يقول ان الحزب ليس بفاسد. ان امرء يدعي انكم قمعتم معارضكم السياسي، لدينا هذه الحالة، وانه لامر مؤسف ان تكون لدينا مثل هذه الادعاءات، انه لفساد ان يقمع شيوعي ما معارضه السياسي. انه اسوأ انواع الفساد.

ان امرء يقول "ان لجنتي، قيادتي، س، ص، الحزب قد قمع معارضه السياسي"، فانه يوجه للحزب اتهام العدول عن مبدأ اساس ووجودي له يوجه ضربة للحرية واحترام مبدأ الحقيقة، وحرية التعبير والافكار والعقيدة. ان يقول هو ان الحزب فاسد، والذي الى جانبه لايقول ذلك، لايمكن ان يجعل الحزب فاسداً. ليس الحزب بفاسد، والا، عليك البرهنة على ذلك. وان اراد امرء ما ان يبرهن على ان الحزب فاسد، عليه مثل وزير رئاسة وزراء جان ميجر ، ان يخرج من الحزب اولاً. ان يسلم منصبه الى اناس يؤمنون بان الحزب ليس بفاسد. ان يكتب رسالة للحزب ويقول ان هذه الاساليب هي فاسدة برأيي. يجمع جمع ما، يدلي بارائه، ان برهن على كلامه، نقول انك برهنت على كلامك، وسحبنا عضوية المسؤول عن الفساد من الحزب. وان لم يبرهن على كلامه، عليه ان يعتذر ويمضي لسبيله. الحزب ليس بفاسد يعني ايماننا بان رفاقنا اكثر ادباً منا. اننا نتطلع من كل رفيق بانه ليس اقل سياسية، ثورية، ادبا منا. ان فكر احد ما هنا (في الحزب) بمصالح الحركة. قد لايفكر البعض بذلك، بيد ان هذه الاجواء فقط من تجبرهم على ان يكونوا كذلك. لا ان نفترض ان كل امرء مجاز في ان يقول كلامه، ويعمل وفق معاييره. على الجميع ان يسير وفق معايير الحزب.

ان الروحية المتحزبة تعني انسان مستقل، محترم، ذا شخصية، ذا فكر، وفي الوقت ذاته، يعمل بصورة طوعية وبفهم مقدس ويمضى لتامين هذه الاداة تحت اتفاق وتعهد مشترك مع بقية رفاقه، ويراعي هذا الاتفاق الى اليوم الذي يريد ان يعمل فعلاً على هذا الصعيد والمستوى. واذا لم يرد ان يراعي ذلك، فهذا يعني انه لا يريد ان يعمل على ذلك الصعيد والمستوى.اذ لايمكن ان تكون وزير في حكومة، وترشح نفسك بالضد من رئيس الوزراء. هذا يحدث في بريطانيا! في حزب العمال هنا!. يقولون من الطبيعي ان هدفنا ليس ان تظهر حكومة المحافظين قوية، ولكن ليس بوسعك ان تخلق انقسام في الحكومة، وتبقى في الحكومة كذلك. عليك ان توجه انتقادك في مجلسك. ما اود قوله هو ان روحية جمع طوعي قبلت بهذا الاسلوب والنمط. جمع بوعيهم وبتشخيص ان هذا النمط لايكبل اياديي، نمط اسير عليه، وعلي القبول به ان اردت خلق هذه الالة والماكنة، وبها اقوم بعملي. ومتى رأيت اني لا استطيع او انه يرهقني، فاعمل بمستو وصعيد لايتطلع احد مني فيه قبول هذا النمط. وان هذا ما يجعل اهمية الكادر في هذا الحزب جدية. واعتقد ان هذا مايجعل العضوية بالنسبة لعضو الحزب امر صعب وكادرنا... اي لازال عضو الحزب وكادره قريبان (من حيث المكان-م). ينبغي ان يكون بوسع الكثيرين ان يكونوا اعضاءاً للحزب. وذلك لان عقائدنا تقول ذلك. ليس بوسعهم (اي الاعضاء) ان يمثلونا بصورة سيئة. ولكن في الوقت ذاته، لايدّعون انهم يريدون ان يلعبوا، على صعيد متقدم، دوراً في مصير الحزب. يريدون ان يكونوا اعضاء جيدين للحزب. وينبغي ان يكون الكثيرون كوادرا في هذا الحزب، وذلك لانهم رمز هذا الحزب وممثله. ملمين بتقاليده وباساليبه، ويدفعون بخططه. وكلما اصبحت الاوضاع السياسية اكثر جدية وحدة، يبرز لنا هذا الاختلاف بشكل اكثر وضوحاً. وهو الدور الذي ينبغي ان يلعبه الكوادر.

لقد ذكرت يوما ما اني اريد ان اقول هذا الكلام للرفاق في اجتماع ما، قال احد الرفاق قد يستقيل الرفاق من عملهم ككوادر. برايي ينبغي ان يجري العكس. اذ يقول العضو اود ان اكون كادر في الحزب، ان هذه التنظيمات جدية، ينبغي ان ننشط في هذه المرحلة، ينبغي ان نظهر كموحدين، ان نظهر كمقاتلين، ان نجمع القوى وان ننفصل ونبتعد عن بعض الامور. في خطاب "نهاية مرحلة" (خطاب في المؤتمر الاول للحزب) تحدثت عن الامر ذاته، والان بصورة اكثر ملموسة ومتحققة، تعود مسالة ان تكون سياسياً وحزبياً امراً شائعاً ومد، وان تكون شيوعياً هو مد ومبعث فخر الناس مرة اخرى. ان اكون عضو حزب، ولا اقوم بعمل ما (كمهنة-م) واتفرغ للحزب. يمكن مرة اخرى ان يصبح مدا ان يذهب احد ما لمنطقة ما، يمكن ان يصبح حمل السلاح مداً، يمكن ان يشيع مرة اخرى ان نعمل في المدن. ان هذا يغدوا مداً اليوم، وان هذا مبعث سعادة. ولكن طالما يتعلق بالكوادر، فان هذا تحزب طوعي في المطاف الاخير.

اود ان اتطرق قليلا الى مسألة ظاهر الامور. بوسع النقاط التي طرحتها ان تكون جزءا من معتقداتنا. ولكننا لانطبقها وذلك لاننا لانقدر، لانسعى او في احيان كثيرة لسنا حساسين تجاهها. لقد تحدثنا نحن الشيوعيون دوما، ينبغي ان لا نقف عند ظاهر الامور، بل ينبغي رؤية ماهية ومحتوى المسائل، رؤية معانيها الطبقية، رؤية معناها الواقعي. لانود ان نتظاهر، لسنا مخادعين. ولكن هذه المسالة برايي قد ادت الى عدم رؤية واغفال الدور المادي وحقيقة وواقع الامور. مثلما هو الحال مع تصميم جرائدنا السيء.

ان ظاهر الحزب لا يمثل محتواه وماهيته الثورية. اني اود ان اتطرق للامر من هذه الزاوية. ليس الظاهر بتناقض مع ماهيته. اذ يتناغم الظاهر مع العمل الذي ننوي القيام به. ان الظاهر ينسجم مع الاهداف التي طرحناها امامنا. الظاهر مهم. في قوانين امريكا، لاينبغي ان يكون القاضي محايداً فحسب، بل ينبغي ان لايترك المجال لان يتصور احد احد ما انه منحاز. اي ينبغي ان لا يساور احد شعور بحيث يمكن القول ان القاضي ليس محايداً.على سبيل المثال ان يكون نسيبه (زوج البنت-م)… طرف في الادعاء.. بوسع القاضي ان يقول لايروق لي نسيبي اساساً، ولكني محايد. يقولون طالما ان نسيبك هو طرف في هذه القضية، يكفي ان يقول احد ما من الخارج، ظاهرياً ان مسائلك غير محايدة. اي الى حد يتعاملون بصعوبة مع الظاهر بوصفه قوة مادية. ان التاكيد على الظاهر ان يكون محايداً، لايعني ان بوسعك ان تكون في الباطن منحازاً، ولكن تصون ظاهرك على انه محايد. ان التاكيد الاكثر على مبدأ الحياد. قد تكون اكثر مني محايداً، ولكن ينبغي ان تكون في ظاهرك محايداً.بالنسبة لنا، ليس الاتحاد مهم فحسب، بل ان تظهر موحداً امراً مهماً كذلك. بالنسبة لنا، لايعد النشاط امراً مهماً، بل ان تظهر انك ناشط هو امر مهم كذلك. وذلك لان الشيء الظاهر بالنسبة لنا هو بالضبط معلم وشاخص احترام الاخرين لنا. بوسعنا عبر نقدنا ان ندفع بهذا الامل في افئدة الاخرين بان بوسعهم ان يكونوا مبعث اثر وتاثير.

بوسعنا ان نذهب بصورة رثة لمكان ما، عندها يقولون اهذا من ينوي تغيير العالم؟! لماذا يبث الجيش الرعب؟ وان فلان(الجندي-م) هو نفسه الذي نعرفه. ولكنهم يجبروه عبر السير بصورة دقيقة ومنتظمة وموحدة بحيث حين نرى انا وانت الجالسين في قرية ما الجنود، ورغم ان فلان هو ابن خالتنا، وذهب لتادية "الواجب"، لكنك تخافه الان. يسير بصورة منظمة، منضبطة، بكامل قيافته وطوله، وعقد الزر الاعلى لقميصه دون شك. ان هذا جيش، بيد ان الظاهر هو امر مهم كذلك لامرء سياسي. لا استطيع ان اتحدث عن اجواء مجتمع حر، مفعم بالتحمل والصبر، حين يكون من هو جنبي لايراعي الاداب جراء عقائده في اجتماع حزبي وامام انظار الناس. ليس بوسعي ان اقوم بذلك. يقولون تعالوا انظروا! أ هولاء؟! ان هذا امر لايمكن تعميمه على الجميع، ولا اريد ان اقول ان هذه سمة لنا. ولكن لا يعطون نوبة لرفيق ما، يقول انت بولبوتي(۴)! ولكن هؤلاء صنعوا منارة من جماجم الناس في المطاف الاخير. ملأوا قاعات باكملها بجثث الناس. يمكن ان يطلق عليهم بولبوتيين. ان ذاك الذي صاغ هذا المصطلح، اراد ان يصيغ صورة في اذهان الناس. حسناً، افترض ان اكلت من كعكتك قبلك، أ ترد علي بحيث لاتبقي شيء من وحدتنا الحزبية! ان قلت لهذا الرفيق اي كلام هذا؟ يرد ان قصدي هو اني وددت ان اقول بان اسلوبك ليس صحيحاً. ليس قصده ان يقول لي او لرفيقه ستاليني. حسناً، اذا لم تقصد ذلك، قل الامر الذي كنت تقصده.

او على سبيل المثال يتحدث رفيق عن اني اكن لك مشاعر الود، ولكن ليس مهما في الظاهر امام الناس، لا اقف معك ولانك رشحت وانتخبوك، لا ارسل التهاني لرفيقي. يقول ليس مهماً، انت تعرف اني رفيقك القديم واكن لك الود والمحبة، في الظاهر ان هذا العمل مهم والجميع يقوم بذلك. ان كل شخص حين يرشح رفيقه لمنصب ما، يدعمه ويقول اني افتخر ان اعمل في لجنة يكون رفيقنا عضوها. انه يعرف انهم سوية من مرحلة ايام المدرسة، وان هذا التعامل والتصرفات هي بينهم كذلك. بيد ان الناس الجالسين هناك يحتاجون الى ان يعرفوا ان يقول احدهم اننا نعمل بفخر تحت امرة الرفيق الفلاني. اذا كانت هذه حقيقة وواقع، لماذا لانصرح بذلك؟

الظاهر مهم. ان ظاهر الاتحاد مهم. ان ظاهر مسالة اننا اهل اعمالنا هو امر مهم. اذا كان الظاهر ممثل الماهية والمحتوى الذي يكمن خلفه هو مهم. انه اساس للحكم. ولهذا، يمكن من الغد ان يُحسَب على اعضاء الحزب كنقيصة: لماذا لم تعملوا بصورة موحدة، ليس هذا وحسب، بل لماذا لم تبدوا وتظهروا موحدين. ليس موضوعي كنتم موحدين ام لا. يمكن ان يحسب كمثلبة على رفيق. حين تمكنت في التحرك الاكسيوني الفلاني الحزبي ان تتحدث، لماذا ضربت ظاهر وحدة الحزب امام الاحزاب الاخرى وامام الناس. ان هذا ماخذ يمكن ان يحسب. يمكن ان يحسب كمأخذ انك، فمهما كان رايك بسكرتير اللجنة، لماذا تخاطبه امام الناس، امام شخص ثالث ذا منصب اقل من منصب ومكانة سكرتير لجنة؟ يمكن ان يصبح هذا مأخذاً على اي شخص. وذلك لان حزبنا يسعى لان يحارب. يمكن ان يقال ينبغي ذكر سكرتير اللجنة او عضو الحزب، اي شخص، كادر الحزب باحترام. لايحق لك ان تخطيء احد. قد لايكون قصده هذا، وقد يكون قد خطئه ومحق في ذلك ايضا. كلاهما امر ممكن. قد ينبغي عليه ان يقرعه. لكن من واجبك ان تدفع بهذا الامر عبر المسار الحزبي، ولا ان يوضع ظاهر وحدة الحزب وظاهر اعتبار الحزب ومكانته تحت طائلة السؤال. وذلك لان هذا الظاهر بالنسبة لنا هو ظاهر، بيد انه بالنسبة للاخرين هو انعكاس لداخلنا. انعكاس لقدرتنا. انعكاس لانضباطنا. انعكاس لوجودنا الاجتماعي. ليس امر بذاته.

وبقولي هذا، يمكن ان يقول احد ما آه.. آه عاد هذا الحزب مرة اخرى لنمط عمل الاحزاب التقليدية. اننا نعرف بعض. لايمكن ان يكون الامر هكذا في حزبنا. ان اساس حزبنا هو الحقيقة السياسية قبل اي شيء اخر. وجميعكم تعرفون هذا. ان اساس حزبنا هو معتقداتنا المشتركة. لم تُكبل ايادي احد لكي يبقى في الحزب. لم يُقسر احد على ان يبقى في الحزب. لم يُوعد اي احد بفيلا على ضفاف بحر الشمال لكي يبقى في الحزب حتى يكون الخروج منه مبعث حرمان من امر ما. ليس بوسع احد الحاق الاذى بالاخرين. لا يمكن اسكات احد. ان هذا الحزب هو اكثر الاحزاب السياسية الموجودة في العالم ديمقراطية. تقول لا؟ عارض رئيس الاشتراكيين الديمقراطيين! عارض محافظ مدينة! عندها اذا فرضا تعمل في مكان ما، سيطردوك. في حزب السيد توني بلير. امضوا على ان السيدة فلانة التابعة لجناح النساء المقاتلات (مليتانت) في القرية الفلانية، رجاءا لاترشحي نفسك للبرلمان وانتهى الامر. رفض رئيس الحزب ترشيح احد كانت دائرته الانتخابية قد وافقت عليه. لايمكن الحديث ضده.

في العديد من الاحزاب الديمقراطية، في الحزب الليبرالي لدولة ليبخنشتاين ليس فيها هذا الحد من الحرية السياسية بقدر تلك التي في الحزب الشيوعي العمالي الايراني. لايمكن ان تحذف قط. لايمكن حذفها وذلك لاننا قبلنا بهذا الانضباط والمبدئية بوعي. ان مجمل الموضوع الذي عرضته هو توجيه نداء لاناس عاقلين، بالغين، سياسيين، لامجال للمنقادين بصورة اعمى، ليس فيهم من هو على استعداد لامالة رقبته لاحد. انه نداء: هلموا لنظهر على هيئة ماكنة سياسية موحدة. ان هذه حاجة عصرنا. قبل ۵ اعوام (ابان الهجمة الشرسة على الشيوعية اثر انهيار الكتلة الشرقية-م)، حين قلت: في هذا العصر، مجرد ان يطلق احد ما على نفسه اسم شيوعي ويكون عضو حزب، في هذا الحزب وليس حزب اخر، فان هذا دلالة على امكانية وشخصية هذا المرء. لا نتعبه ودعوه يقوم بعمله، دعوه يحسم مصيره. الان ايضاً الناس ذاتها والحزب ذاته على السواء. ندخل مرحلة اخرى، وينبغي ان نعرف خبايا هذه المرحلة برأيي.

لقد ذكرت ان اراد ندائنا، هذا النداء، هذا البيان، تغيير امر ما، فتغيره لذلك الكادر الذي يقرر على ان ياتي مع هذا السيناريو ويقول حسناً، لنمضي للعمل، نمضي لنغير شيء ما. اذا ادركنا بعد ۳ سنوات ان هذا لم يتحقق، سنقول لم نستطع، نعود لنقول شيء اخر. ولكن برأيي ان الانعكاس النضالي للقوة التي جُمِعَت في هذا الحزب، والامكانية التي جمعت في هذا الحزب، نمط الناس الذين جمعوا في هذا الحزب هي اقل بكثير من ذلك الموجود. ان تمكّنا من تحويل هؤلاء الافراد الى صف سياسي نضالي، صف موحد، ذا صلة وثيقة بتنظيمه واهدافه، وفوريته وراهنيته والتي نراها حتى في بعض التنظيمات المتهافتة حولنا، سنقوم باحداث هزة في الكثير من الاشياء. قد يبدو ذلك مزاحاً. بيد ان بوسعنا تغيير السيناريو السياسي في ايران، سواء فيما يتعلق بالاوضاع ومصائبها وماسيها التي تحدثت عنها، ام فيما يخص مابعد دخولنا في المرحلة المقبلة في هذا الميدان. اذ نعرف جيدا اية قوى هي قوى المعارضة الايرانية. ان نكون لاعب مهم في الساحة السياسية للبلد هو امر يمكن الايمان به.

لننظر الى اعتبارنا، ثقلنا في اي مكان وصلت له ادبياتنا، اي مكان وطأته اقدامنا. حققنا شعبية حتى لدى البرجوازية الكبيرة لذلك البلد. ان كانت لدينا مكانة تتناغم مع هذه الطاقة، ان كان لدينا تنظيم متين وينفذ قراراته. ان كان لنا اناس ينظرون بامل وثقة بحزبهم، وهو امر طبيعي ان ينظر كل امرء في حزب سياسي بثقة وامل بحزبه، برأيي سيرتقي مستوانا كثيرا. ولما بقت هذه الوضعية اساسا، ولانهينا هذه المرحلة. اعتقد اننا، في الواقع، من الناحية الكمية والنوعية، اسمى واقوى تنظيم. بمعزل عن مجاهدي خلق ومجمل التقليد الشاهنشاهي والليبراليين (الذين اناسهم كثر)، ولكن من بين الاحزاب المنظمة للمعارضة اليسارية والراديكالية وغيرها، اي ماتسمى باليسار، نحن اقوى الجميع. ولكن، وبالظرفية التي نعمل بها، يعد معيارنا ليس واحداً بالمطاف الاخير. في الحقيقة انه نداء للجميع بان يصبحوا كوادر حزب. وذلك لان هذه المرحلة تحتاج وجود الجميع. انها ليست مرحلة اقول فيها ليس هناك مشكلة ان بقت زاوية ما من العمل متروكة . اذا نظهر بهذه التطلعات، بوسعنا ان نترك تأثيرا حاسما على هذه المرحلة برأيي.

لقد احتلينا الرواقم ( المرتفعات الجبلية، بالاخص بالمصطلح العسكري-م) الاخلاقية، الرواقم السياسية والبرنامجية. اننا نحن من نقف بهذا العلو. اننا ذلك التيار الذي ليس بوسع احد ان يجد اي اشكال في مواضعنا السياسية من اليوم الاول لنا. لقد هيّمنّا على الرواقم الاخلاقية والسياسية. ولكن علينا الان السيطرة على اسفل، في الوادي، ومواضعه، وينبغي ان تستقر قوانا هناك. ليس بوسع احداً ان يحركنا من هذه الرواقم وعلونا. لايراودني شك في ان يتمكن احد ما ان يهزنا. حتى اذا لم نقم بعمل ما، ليس بوسع احد ان يهزنا. وذلك لاننا نستند الى حقائق نضال اجتماعي وطبقي وامال من الدرجة الاولى. ولكن هذا ليس بكاف. اسألوا انفسكم: هل هذا بكافٍ؟ هل يمكن ان يساورنا الفرح بهذا؟ ينبغي ان نهبط برأيي. ينبغي ان نمضي نحو القضية ونحلها.

اود ان اتطرق الى بعض نقاط المباديء التنظيمية. لقد ذكرت ان القضية تتعلق بان اراد احد ما ان يكون كادر حزب، عليه ان يفكر بالتالي. بوسع عضو الحزب ان يدفع بدل عضويته ويديم عمله. ليست هناك رسالة خاصة تقع على عاتق عضو الحزب. وذلك لانه في المطاف الاخير يرى الاجواء ويرتب امره وفقها. بيد ان كادر الحزب هو ذلك الذي ينبغي عليه ان يغير هذه الاجواء، يخلق حزب موحد.

اود ان اوضح بعض البنود في هذه المباديء التنظيمية. رغم ان بنوده واضحة ولا تستلزم الكثير من التوضيح. بيد ان هناك نقطة مهمة ومفادها ان كادر الحزب، ونظراً لكونه كادر، يفقد بعض من حقوقه. انك تفقد في اية ادارة تعمل بها بعضاً من الحقوق. خارج الادارة بوسعك ان تشتم رئيسها، ولكن ما ان وضعت اقدامك في الادارة، عندها لاتستطيع ذلك. لايمكن ان تكون في الادارة وتوجه السباب لها. ليس بوسعك ان تقوم بعمل ما في وزارة وبعدها توجه السباب للشاه ايضاً. او اذا انضممت للجيش، عندها لن يبقى بوسعك كشف اسرار الجيش لمن تشاء. لكل منظمة نظامها الداخلي.

مثلاً يقولون: تريد ان تقوم بنشاطك بهذا المستوى والصعيد، هنا ۳ ملايين ملف وقضية للاعضاء تحت ايدينا، ستطلع على قضايا كثيرة، ستطلع على الاسم الحقيقي للافراد، هنا حيث بوسعك ان تطلع على محل سكن الشخص الفلاني، قد تشتري تذكرة سفر رفيق بالطائرة.اذا لم تكن دقيقاً وحذراً قد توجه ضربة للتنظيمات. ليس بوسعك ان تنشر ببساطة معلومات بين اصدقائك، معلومات عن مكان عملك لاي شخص. ان كادر الحزب يفقد حقوق، بيد انه يكسب اداة. ليس بوسع عضو الحزب ان يطرح فقرة على جدول اعمال اللجنة بمثل السهولة التي لدى سكرتير اللجنة. ليس بوسعه ان يدفع الماكنة حيث يعتقد انه المكان الصحيح. عليه ان يقوم بهذا العمل تحت اشراف اللجنة. في عهدة كادر الحزب امكانات للنشاط ولترك التاثير ولكنه يفقد حقوق. ان اي امرء يريد هذه الحقوق، بوسعه ان يقول في اي لحظة اني احب حقوقي واريدها. اود ان اكون قادراً على ان اقول كلامي، ان ابقى في البيت ولا اذهب للتظاهرة. ليس بوسعك ان ترسلني لمكان ما. اني عضو حزب واود ان اعيش في هذه المدينة. في هذه المدينة نفسها غدوت عضواً، وفي هذه المدينة ابقى. اشكرك!ولكن اذا قبل كادر الحزب ان يكون جزء من كوادر القوى المسلحة، عليه ان يقبل ان يُرسل للحرب يوماً ما. واذا كان جزءاً من منظومة الصلات والعلاقات، يمكن ان ينتقل الى تركيا او مكان اخر. او من الممكن ان يُتطلع منه اشياء لايتطلعها الاخرون من عضو حزب. الكادر مجبر على ان يضع ضوابط اكبر على نفسه. ان هذا امر طوعي.لم يجبره احد على ان يكون هكذا. هو بنفسه قال اود ان اكون مسؤول هذه اللجنة. وقد تم انتخابه ايضاً. رفاقه صوتوا له. في الوقت الذي غدا سكرتير لجنة، فان مجموعة من الامور هي ما تشكل اسلوب عمله. عليه مهمة ان يصون السمة الموحدة للحزب. من مهمتة وعليه ان يكون حريصاً على صيانة احترام اعضاء الحزب، من الممكن ان لايتمتع عضو اخر بهذه الحساسية والرهافة. لاتستطيع بالمقياس ذاته الذي تقيّم عضو حزب تقيّم عمل وممارسة كادر الحزب. اذ قد تكون على الاخير عشر تعهدات اخرى ومستلزمات اخرى. هم ادركوا لماذا ينشدوا ان يكونوا قادة. وبالتالي هناك فرق، اذ بوسعي كعضو حزب ان اصدر عشر بيانات تتحدث عن ان السياسة الفلانية للحزب خاطئة. ولكن حين اغدو كادر حزب وعضو لجنة وابقى في اللجنة اقلية، اذا فرضنا ان اللجنة تنوي القيام بتحرك، فاما اقول ينبغي ان لايكون ذلك، ولكن حين يقر هذا الامر، لا استطيع ان اخرج واصدر بيان اقول فيه ان عمل اللجنة هذا خاطيء. بوسع عضو الحزب ان يقوم بمثل هذا العمل. اني عضو تلك اللجنة، علي ان اقوم بدفع عمل تلك اللجنة. من المقرر اذا نلت الاصوات لتكون عضو لجنة لتنفيذ سياسة ما، انت من قبلت بهذا. الا اذا كان لديك اختلاف مبدئي مع امر ما، وان اي انسان يتحلى بمباديء يعرف ان عليه بدءاً ان يخرج من اللجنة حتى يستطيع قول كلامه. دكتور سنجابي يقوم بمثل هذا العمل. السيد شايكان يقوم بذلك. ان اي امرء في عالم السياسة يقوم بذلك.اذ يخرج انسان سياسي ومبدئي من اللجنة كي يستطيع ان يقول كلامه. لم يحن وقت الانتفاضة! لايمكنك ان تكون عضو لجنة الانتفاضة، وتصدر بيان انه لم يحن وقت الانتفاضة! حسناً، اترك اولا لجنة الانتفاضة، وقل مثل مئة شخص اخر يقولون لم يحن وقت الانتفاضة بعد. ولكن يريد هؤلاء (لجنة الانتفاضة) ان تقوم بانتفاضة، وقرروا الانتفاضة!

ما اود قوله هو ان الرقابة الذاتية لعضو لجنة هي اعلى كثيراً من عضو الحزب. وان تعهداً ما قد قبله! اذا لم تتفق مع سياسة، عليك ان تطلب خطياً باني لا اتفق مع السياسة الفلانية للجنة، ورجاءاً اعفوني من الدعاية لهذه السياسة. يقول لا استطيع ان اتحدث بما يتعارض مع ما اعتقد به. ترد اللجنة وفق الروتين الذي تسير عليه: بوصفه معارضاً لهذه السياسة، طلب الرفيق الفلاني ان نعفيه من الدعاية لهذه السياسة. وعليه، فهو معذور. بوسع كل امرء ان يقدم هذا التوضيح الشخصي. لماذ لاتدعوا لها؟ الجواب هو اني معارض لهذه السياسة، والرفاق اجازوا لي بعدم الدعاية لها. اما ان اصدر بيان واقول ان هذا العمل خاطيء؟ الم يكن هناك افضل من هذا؟ ما اود قوله ان هذا الامر يضع مجموعة من الضوابط على كوادر الحزب. وكلما كانت الاجواء السياسية اكثر فعالة، اكثر حدة، اكثر حربية وصراعية، واقرب الى مراحل حاسمة، تصبح الاوزار على كوادر الحزب اثقل واثقل. وبالطبع، وبالتزامن مع هذه الاجواء المحيطة بعضو الحزب، تجعل منه اكثر نشاطاً ومتانة، وتطلب من عضو الحزب كذلك اعمال اكثر واكثر. بيد ان كادر الحزب هو رمز اشتداد هذه الاوضاع، وينبغي ان ينمو ويتطور تزامناً وارتباطاً بتلك الاوضاع.ان احد فقرات هذا البيان هو ان كادر الحزب يدخل هذه الصلة بصورة طوعية، يقبل بنمطها، يراعي هذا النمط ويجيز للاخرين ان يقيموا ويحكموا عليه وفق هذا النمط. لايمكن ان تريد الله وتريد التمر على السواء. لايمكن ان تدخل لجنة وتمسك بيدك مصير الحزب، ولاتلبي تطلعات اللجنة ومعاييرها ونمطها. حين تكون في لجنة، يقيّمون الحزب بك، وعليك ان تتحدث مثل الحزب. ولهذا ينبغي مراعاة هذه المباديء.

الفقرة ۱۳ وتتعلق بالانسجام الفكري في تحديد الهدف المشترك واتخاذ خطوة مشتركة في النضال العملي. انها وجه اخر للمسالة التي تحدثت عنها الان. حين نحدد سياسة، نقوم بنقاش مطول، ولكن ما ان تتحدد عبر الاليات التنظيمية، ستصبح عندها سياسة للحزب، وينبغي تطبيقها. هذا الا ذا كان هناك شخص ما طلب اعفائه منها. ينفذ البقية سياسة الحزب. يعتقد البعض ان الحوار هو عملية، والحوار الابدي هو اسلوب حياة الاحزاب السياسية. ليس الامر كذلك. للنقاش والحوار مراحل. افترضوا ان الطرح الاولي لقرار او بيان، فانه ليس امراً مقررا بعد، وبوسع الجميع ان يدلوا بدلوه فيما يخص هذا الامر. لم تصبح قرار او مقررا بعد، وتناقش في الجلسات، ويتم التصويت عليها هناك.حين نالت الاصوات تصبح قراراً مقراً للحزب ولايناقش حوله احد.

اذا اردت النقاش حوله فلديك سبيل لتمحيص الامور وعليك ان تطلب وقت. تطلب ان يحددوا لك وقتاً في اللجنة. تطلب ان يلغوا القرار او المقرر السابق. وذلك لان اللجنة هي مرجع اقر فيها هذا القرار. وبالتالي، حين تتحدد سياسة، تصبح جزء من خططنا، وسنقوم جميعا بتنفيذها، وان هذا لاينقض الديمقراطية الداخلية للتنظيمات او حرية التعبير. تحدث الناس حولها سابقاً، ويمكن الحديث عنها لاحقاً كذلك.

ان صلة الاحاديث التي تقام فيما يخص هذا القرار مهمة. ينبغي ان تكون الاحاديث بشكل بحيث لاتعرقل الدفع بتنفيذ هذا القرار طالما ان القرار ساري ومعتبر. يمكن وضع اعتباره ومفعول تنفيذه تحت السؤال عبر قناته. تحدثنا عن ان المهام طوعية، ولايمكن في الحزب اجبار احد على القبول بعمل ما، ان يجبر على عمل لايؤمن به او لايريد القيام به، كما انه ليس مجبراً كل مرة على اعطاء توضيح لماذا لايرغب القيام بهذا العمل. ولكن هناك جملة من المهام، بوصفها مهام تنظيمية او مهام تلك الهيئات التي انت عضو فيها، محددة وعليك انجازها. لا يمكن ان تكون عضو تحرير جريدة انترناسيونال وتقول لا اكتب لا، وليس لي اي صلة بكتابة مقال. رفيقي العزيز انت عضو هيئة تحرير جريدة انترناسيونال، وان هذا يعني ان عليك ان تكتب لها، وان هذا يصح على اي مكان. ان قال لك احد ما انك عضو لجنة، اذهب لاعداد الشاي، رد عليه ان اعداد الشاي ليس من مهام اعضاء اللجنة، اذهب انت واعده. بيد ان المهمة التي هي جزء من تعريف تلك اللجنة ينبغي القيام بها.

رفاق! انهي كلامي هنا لاني اعتقد اني اوصلت نقطتي. دخلنا مرحلة تمثل الاوضاع السياسية في ايران احد اوجهها، ويتمثل الوجة الاخر لها بانتهاء هجمة الديمقراطية والليبرالية على الاشتراكية، هجمة اليمين على اليسار. انتهت كلتاهما. في انتخابات بولندا، قالت الكنيسة اعطوا صوتكم لفاليسا. قال الغرب اعطوا صوتكم لفاليسا. مضى عدد كبير من الناس لاعطاء صوتهم لاخر. قالوا لايهمنا ان يكون هذا تواب (نادم-م) الكتلة الشرقية، في المطاف الاخير قالت الناس: نعم انه من النظام السابق، ولكن لايهم. ولكن ماهو مهماً انهم قالوا للكنيسة لا، وللغرب لا وقالوا لا للسوق وغيره! اننا نقرر.

ان فترة الحماقة والبلاهة التي دامت ۶ اعوام قد انتهت (وقصده اعوام سقوط الكتلة الشرقية والهجمة على الشيوعية-م). على الصعيد العالمي، تحل او حلت الساعة، ونحن الذين كنا حملة راية تلك الابحاث في حينها، علينا ان نخرج ونصدح بكلامنا. نحن دعاة. ليست الاشتراكية الثورية، الشيوعية العمالية، الطبقات الدنيا مرة اخرى في موقف دفاعي، ليست في اي بلد من العالم في موضع دفاعي. قد تقول (البرجوازية) كلامها، ولكن في الحقيقة تتحدث من موقع ضعيف ضد الشيوعية. لم تبقى الاجواء على ذلك الحال، وتحطمت تلك الاجواء. ثانياً، ان اوضاع ايران تحتد، وهبت القوى للاقتدار والسلطة حول مصير الجمهورية الاسلامية والمصير السياسي للمجتمع. اننا اضفنا بعدا اخراً على الامر، وتحدثنا عن ان بوسع الاوضاع ان تكون اكثر وخامة.

اذا نناضل من اجل الاقتدار والسلطة، فيجب ان ننتبه انهم يجلبوا وحوشا للساحة، ويدمروا الاجواء. تصفحوا الجرائد! من الان تجد نماذجا على ذلك. في مكان ما يصيغوا مواضيع الكرد والترك والفرس، وان الجمهورية الاسلامية نفسها تختلقه وتدفع به، وفي مكان ما يطرحوا الهوية التركية، جماعة تريد ان يحولوا ايران الى فيدرالية. اي انا الذي لا اعرف من اي قوم انا، يوقضوني ويقولوا نريد منحك حكماً ذاتياً. وللاسف، اني على ارض يطلب امرء اخر ذلك ايضاً، وبالتالي تندلع حرب. يعيش في ايران مليوني افغاني لم يمنحهم اي احد الان اي ارض. نظرا لكون احد الامم الكبيرة القاطنة في ايران هم الافغانيين، فان مناطق مثل طهران او المناطق الصناعية المركزية تصبح ولاية افغانستان. او تقسم بين اذربيجان وافغانستان.ان هذا امر واقعي، انهم يقومون بذلك. يدفعوا بهذه الاحاسيس في اذهان الناس.

يتحدث جمع باسم اليسار بان الفيدرالية هي الوضعية والحالة الديمقراطية والتحررية. بهذا العمل، ينبغي على كل امرء.… (كلمة او صفة غير واضحة-م) ان يصدح ويقول اتعرفون انكم اثنية وامة؟ امضوا هناك يمنحون حكماً ذاتياً، اذهبوا ونيلوا حكمكم الذاتي.لقد حلّ هؤلاء في الميدان، ونحن فقط من يقدر على الرد عليهم. ليس ثمة شخص اخر غيرنا من يقول: كفّوا! لايتحلى اي احد غيرنا بالشجاعة، لان ما ان يفتح احد ما فمه حتى يصرخوا به: شوفيني فارسي! فقط نحن من نستطيع ان نقول ذلك، ولايجرأ احد ان يطلق هذا علينا، لان ملفنا واضح، ومن الان يعرفون جميعا ماذا نقول عن كردستان وعن النزعة القومية.

هناك مهام كبيرة ملقاة على عاتقنا. الاوضاع شديدة، وتشتد اكثر واكثر، تغدو اكثر حدة، ان ندائنا هو ان نرسي ماكنة تتناغم مع هذه الاوضاع، وهذا يعني انتهاء مرحلة العطل الشخصية التي اخذناها نحن جميعا خلال السنوات الستة المنصرمة (وقصده اوضاع هجمة الغرب على الشيوعية اثر انهيار الكتلة الشرقية-م)، ودون شك ان عدد كبير منكم بذل جهود مضنية حين كنا ننعم على شواطيء جنوب فرنسا في فيلات الحزب(مزاح). وعلى حد قول احد الرفاق اني لصقت بيانا للحزب تحت انظار وانف الملكيين الغاضبين. (ضحك الحضور) بيد ان ذلك الشيء الذي قمنا به رغم انوف وتحت انظار الملكيين الغاضبين لايعدو ان يكون نزهة مقارنة بما هو آت. ليس ثمة مشكلة في ان تشتد الاجواء، وينبغي ان ندخلها. لسنا مترفعين، ولا دعاة بطولة فارغة ولامغامرين سياسيين ونظاميين. لازلنا ذلك الحزب العقلاني ، ولكن للاحزاب العقلانية ايضا معنى حاد كذلك. ليس من المقرر ان نمضي ونضرب .... ونفرط بكل اشيائنا، علينا ان نقوم بنشاط شيوعي مكثف بكل ما نمتلكه من عقل، وقدرات وبرودة اعصاب وبكل ايماننا بحرية التنظيم او اية افكار وعقائد.

ان اخر ما اود قوله هو: دون الحاجة الى اي قانون ومقررات وخطوات، يجب ان تكون هذه الاجواء اجواء راقية ،وان تكون الاساليب مقبولة بالنسبة لنا الى حد يبدو فيه من يخرق هذه الاشياء، يقوم بعمل عجيب وغريب ادبياً. ليست نقطتي ان لانكتب ذلك في اي نظام داخلي ونجبر امرء ما على القيام بعمل ما، وانما اود ان ننطلق من التقليد ومن الروحية والبنية التنظيمية. لم نتحدث عن النظام الداخلي هنا قط. لانحتاج الى نظام داخلي مختلف، ولكن هلموا لنخلق اجواء بحيث انا الذي لا اود ان اكون في فريق ما او لا استطيع ان اكون في فريق او ارى شخصي هو مهم بالنسبة لي وانافس عملكم الان، اعتقد ادبياً ان هذا ليس مكان شخص من على هذه الشاكلة. ليس لديهم مزاج سماع هذه المسائل. مثلما ان خططهم مهمة بالنسبة لهم، مثلما ان عملهم مهم، مثلما يضعوا قيمة لبعضهم البعض، ظاهرياً يودوا بعضهم البعض، ويكنوا احترام لبعضهم البعض، ويودون القيام بعمل ما سوية. على الكوادر ان يخلقوا هذه الاجواء.

في الحقيقة ان خلاصة موضوعي هو ان نخلق جواً، لقد ارسينا حزباً بالمعنى الطبقي، الحركي، بالمعني الاعتقادي والامالي، ولا اعتقد، ان تجمع، من الناحية التاريخية، في التاريخ السياسي لايران هذا الحد من التحديد العقائدي في منظمة ما في المواقف والبرامج او ذاك الحد من التشابه في اماله واهدافه الاجتماعية.

ان ما لانملكه، وتملكه جميع التيارات ولانملكه الان، سواء جراء حداثتنا ام جراء مجيء بعضنا من تقاليد مختلفة، التقليد الوحيد الذي لا اراه لحد الان هنا هو اتحاد المناضلين الشيوعيين الذي لايتم تمثيله في هذه المنظمة. يمكن رؤية تقليد جميع الجماعات والمنظمات الاخرى في الحزب. بيد ان علينا الان ان نرسي تقليدنا، تقليد الحزب الشيوعي العمالي للغد، ويستحيل القيام بشيء دون ذلك.

اكون مسرورا ان طرح الرفاق اي نقطة تتعلق بالموضوع او اي نقطة اخرى بالاستفادة من هذه الفرصة، وارجو ان نحدد ساعة للنقاش والموضوع.

***


هوامش:

(۱) كتاب ازمة وحرب الخليج: كتاب اصدره الحزب الشيوعي العمالي الايراني، ويبين فيه الوثائق الاساسية لمواضيع الاختلاف والنقاش بين جناح الشيوعية العمالية والتيار القومي داخل الحزب الشيوعي الايراني فيما يخص الموقف من ازمة وحرب الخليج وماتبعها من احداث الهبة الجماهيرية في كردستان.

(۲) منظمة اكثريت: منظمة تمثل الجناح الاكبر من الانشقاق الذي جرى على منظمة الفدائيين. والت الجمهورية الاسلامية في الحرب العراقية الايرانية.

(۳) ۲۸ مرداد: (۱۹۷۹) هجمة قامت بها الجمهورية الاسلامية على كردستان التي كانت اخر معقل لثورة ايران التي اسقطت الشاه وبالضد من الجمهورية الاسلامية، وكانت كردستان تحت تاثير الشيوعيين ومنظمة كومه له على وجه الخصوص.

(۴) بولبوتي: ( القصد هنا، استبدادي) نسبة الى بولبوت، الامرين العام للحزب الشيوعي الكومبودي وقاد منظمة الخمير الحمر من (۱۹۶۳-۱۹۹۷).


تم تدوينه من القسم الصوتي لصفحة منصور حكمت تحت عنوان: بصدد الحزبية والمباديء التنظيمية للحزب، حديث في الكونفرانس السنوي لتنظيمات السويد-ستوكهولم ۱۹۹۶.
ترجمة: فارس محمود


Arabic translation: Faris Mahmood
hekmat.public-archive.net #3964ar.html