Status             Fa   Ar   Tu   Ku   En   De   Sv   It   Fr   Sp  

حول ابحاث المؤتمر الثاني
للحزب الشيوعي العمالي الايراني



أيسكرا: ثمة موضوعة واحدة تربط كل من هذين البحثين ( الخطاب الافتتاحي وبحث الحزب والسلطة السياسية- م)، وبمعنى ما مجمل ابحاث المؤتمر الا وهي بحث السلطة السياسية. أكان ابراز هذه الموضوعة مديون للاوضاع المتأزمة الراهنة في ايران أم حصيلة تطور الحزب وحركته امتداداً لاستراتيجيته السياسية. هل تتصور لو كانت الاوضاع السياسية في ايران مثلما كانت عليه قبل سنوات، لتحولت مسالة السلطة الى موضوع بمثل هذا البروز في المؤتمر؟

منصور حكمت: برايي، ان التحزب الشيوعي، من الاساس، ذا صلة بمسالة السلطة السياسية. ان مجمل الحركات ليست ملزمة بالميل نحو تسلم السلطة، أي الدولة. بيد ان مقولة الدولة، وان الدولة بيد مَنْ، لهما من ركن من الفكر والتحزب الشيوعي. قبل عدة أشهر، قال مهدي خانبابا طهراني لمسعود بهنود:"ان مشكلة المعارضة تكمن في تفكيرهم في السلطة السياسية". انه لحكم مثير للاهتمام. ان الاساس النظري لاقسام واسعة من المعارضة الموالية للنظام والمناهضة ل"ولاية الفقيه" هو الفهم ذاته بالضبط. ليس النضال من اجل نيل السلطة السياسية مطروحاً على جدول اعمالهم. ان هدفهم هو اصلاح الدولة ودفع المجتمع والحكومة نحو توازن مدني جديد. لكن الدولة، طبقاً للفكر الشيوعي، اداة مهمة لحفظ النظام الطبقي الذي يتحتم قلبه. ليس بالمقدور عدم تسلم الحكومة وتقلب المجتمع، ليس بالمقدور ان تٌبقي الانظمة القديمة، من الناحية السياسية، على حالها وتغير المجتمع بابعاده الاقتصادية والاجتماعية. ليس بالوسع ابقاء الدولة بيد البرجوازية وتنهي سيادتها الطبقية على الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للجماهير. طبقاً لنظرية الشيوعية، ينبغي استلام سلطة الدولة وفي المطاف الاخير قلبها. اي ان الحزب الشيوعي موظف بجعل السلطة السياسية وصلته بالسلطة السياسية دوماً مورد بحث. بالنسبة لشيوعي ولج الميدان من اجل تحقيق السعادة، الرفاه، الحرية والمساواة اللائي يعتبرهن حق جماهير عصره، فان ولوج ميدان الصراع من اجل السلطة والسعي لتحطيم الآلة الحكومية للطبقة الحاكمة التي تصون حرمان وانعدام حقوق الجماهير العمالية العريضة امراً مفروغاً منه. برأيي، ان مشكلة شيوعية عمالية عصرنا الراهن هي لامبالاتها تجاه مسألة السلطة السياسية وبقاءها على هامش المحتج، المنتقد والمٌوَضِحْ للمجتمع. ان هذه الحركة الاحتجاجية- الانتقادية يجب ان تتحول الى حركة من اجل نيل السلطة وإلا يبقى تحرر الانسان (لا الانسان المجرد، بل البشر الواقعيين الذين يعيشون في العالم الواقعي لعصرنا) مجرد حلم. أي في ظل غياب ازمة سياسية في ايران، ينبغي علينا، عاجلاً ام آجلاً، بحث مسالة السلطة السياسية. بيد ان احداث ايران منحت هذا البحث دمه ولحمه، اضفت عليه ملموسية. وفرت الفرصة للتشخيص، وبسرعة، مجمل فورية واهمية المسالة.

أيسكرا: ان هذه الايام هي ايام الذكرى الثلاثون لثورة ١٩٦٨ في اوربا. ينقل القادة "المتنورون" لحركة ١٩٦٨، والذين هم الان ممثلي مجالس، مؤرخين، خضر واشتراكيين ديمقراطيين، التفاؤلات وروح الشباب والسذاجة الثورية لذلك العصر. في غمرة هذه الاجواء، شرع مؤتمرنا ببحث السلطة السياسية. ألاتعتقد ان الاجواء الموجودة تقف، بشدة، بالضد من هذه "السذاجة والتفاؤلية" لعامنا ١٩٩٨.

منصور حكمت: قبل اربعة اعوام، يمكن ان يكون الجواب بالايجاب. لكن لااعتقد هذا الان. ان رد فعل وسائل الاعلام الغربية تجاه الذكرى السنوية لظهور البيان الشيوعي وكذلك الذكرى السنوية لاحداث ١٩٦٨، برأيي، لايتمتع قط بتلك الاجواء الدعائية الصاخبة لعام ٨٩-٩٢. بل على العكس، ثمة نوع من التشوش والبلبلة في هذه الاوضاع. مما سبق، ان توجه منظمات مثلنا، برأيي، الى بحث محدد حول السلطة السياسية لهو مفتاح تغيير هذه الاجواء؛ والدفع مرة اخرى للامام بموضوعة الماركسية والثورة في فكر المجتمع الغربي (وهو امر يتمتع باهمية حياتية لاحد لها بالنسبة لمستقبل الشيوعية العمالية). لدينا فرصة جيدة وهي ابان ارساء الثورة العمالية في ايران، سنلعب دوراً جدياً في هز المجتمع الغربي واستنهاض الشيوعية العمالية والماركسية في الغرب. ان الجمهورية الاسلامية زائلة. وسواء شئنا ام ابينا، سيتم في هذه السنوات تفعيل وطرح حزبنا ومجمل حركة الشيوعية العمالية في ايران في الميدان السياسي. لاشيء يرقى اعلاء الراية الحمراء للشيوعية فوق طهران واعلان بيان حرية ومساواة الجماهير في ايران او حتى طرح فرصة نيل السلطة من قبل حزب شيوعي بخصائص نموذجية لحزبنا، يهز العالم ويجر الاشتراكية الثورية في الغرب مرة اخرى الى الميدان. ان العالم مليء باشخاص يهزون اكتافهم هزءاً بالعامل والشيوعية ويتقاضون المكافئات على ذلك. بيد ان شرارة ثورية في زاوية ما من العالم وحزب شيوعي عمالي ذا رؤية جلية يفهم ويدرك روح الاوضاع ويلعب دوره بصورة صائبة في صراع السلطة يقلبان هذه الاجواء رأساً على عقب. وستكون الماركسية والثورة مداً مرة اخرى.

أيسكرا: هل ان استنتاجك من المؤتمر ان بحث السلطة السياسية، وفي الواقع المرحلة العملية الجديدة للحزب، قد استعادت مكانتها بين صفوفنا وستحظى بتوجه الانظار اليها؟

منصور حكمت: ان المؤتمر هو مكان لتوجيه النداء، لامكان للتحليل والاقناع. في التحليل الاخير، ليس ثمة حزب يتخلف عن قيادته او يتقدم عليها. ان اجواء المؤتمر مفعمة بالامل والحماس. بيد ان هذا مجرد مادة للعمل تكون في متناول يد القيادة. بَيَّنَ المؤتمر ان إدامة حركة الحزب في هذا المسار يتمتع بارضية مساعدة جداً. لكن يتوقف ما تفعله القيادة بهذه الارضية المساعدة، علماً ان تصوري للقيادة هو انها نفهوم اوسع من اللجنة المركزية للحزب، تماماً على تشخيصها وارادتها وهمتها. من يومنا هذا حتى يوم ارساء الحكومة العمالية بدلاً من الجمهورية الاسلامية تنطرح مئات والاف القرارات والتشخيصات والخطوات المحددة على جدول اعمالنا. يجب ان تكون جميعها صائبة، شيوعية وواعية. برأيي، ان مفتاح القضية هو القيادة.

أيسكرا: ماهو العامل، من بين مجمل العوامل، الذي يعد شرطاً لتقدم وتوسيع ممارسة الحزب وحضوره السياسي في قلب مجتمع ايران، اي تحقيق نداء المؤتمر؟

منصور حكمت: الامكانات المادية. بدون ادنى شك. انها المعضلة الاساسية في عملنا. برأيي، ينبغي على كل امرء ينبض قلبه حباً بالحزب التفكير بتأمين حاجاته المالية والمادية.

* * *


نٌشرت هذه المقابلة لاول مرة في ايسكرا، العدد ٦، ايار ١٩٩٨

ان هذه المقابلة هي ترجمة تم حذف السؤال الاول منها بوصفه سؤال فني بحت حول نشر وتكثير ابحاث المؤتمر. المترجم


ترجمة: فارس محمود
hekmat.public-archive.net #2550ar.html